responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 661

إسم الكتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) ( عدد الصفحات : 682)


وفربا [1] ومعناه النائب . ولما وصلناها جعل التجار أمتعتهم في رحبة وتكفل لسودان بحفظها وتوجهوا إلى الفربا وهو جالس على بساط في سقيف أعوانه بين يديه بأيديهم الرماح والقسي وكبراء مسوفة من ورائه . ووقف التجار بين يديه وهو يكلمهم بترجمان على قربهم منه احتقاراً لهم . فعند ذلك ندمت على قدومي بلادهم لسوء أدبهم واحتقارهم للأبيض . وقصدت دار ابن بداء وهو رجل فاضل من أهل سلا كنت كتبت له أن يكتري لي داراً ففعل ذلك . ثم إن مشرف ايوالاتن ويسمى منشاجو [2] استدعى من جاء في القافلة إلى ضيافته فأبيت حضور ذلك . فعزم الأصحاب علي أشد العزم فتوجهت فيمن توجه . ثم أتي بالضيافة وهي جريش أنلي مخلوطاً بيسير عسل ولبن قد وضعوه في نصف قرعة صيروه شبه الجفنة فشرب الحاضرون وانصرفوا . فقلت لهم : ألهذا دعانا الأسود قالوا : نعم وهي الضيافة الكبيرة عندهم . فأيقنت حينئذ أن لا خير يرتجى منهم وأردت أن أسافر مع حجاج ايوالاتن ثم ظهر لي أن أتوجه لمشاهدة حضرة ملكهم . وكانت إقامتي بايوالاتن نحو خمسين يوماً .
وأكرمني أهلها وأضافوني . منهم قاضيها محمد بن عبد الله بن ينومر وأخوه الفقيه المدرس يحيى . وبلدة ايوالاتن شديدة الحر وفيها يسير نخيلات يزرعون في ظلالها البطيخ . وماؤهم من أحساء بها ولحم الضأن كثير بها . وثياب أهلها حسان مصرية وأكثر السكان بها من مسوفة .
ولنسائها الجمال الفائق وهن أعظم شأناً من الرجال .
ذكر مسوفة الساكنين بايوالاتن وشأن هؤلاء القوم عجيب وأمرهم غريب فأما رجالهم فلا غيرة لديهم ولا ينتسب أحدهم إلى أبيه بل ينتسب لخاله ولا يرث الرجل إلا أبناء أخته دون بنيه . وذلك شيء ما رأيته في الدنيا إلا عند كفار بلاد المليبار من الهنود . وأما هؤلاء فهم مسلمون محافظون على الصلوات وتعلم الفقه وحفظ القرآن . وأما نساؤهم فلا يحتشمن من الرجال ولا يحتجبن مع مواظبتهن على الصلوات .



[1] بفتح الفاء وسكون الواو وفتح الباء الموحدة
[2] بفتح الميم وسكون النون وفتح الشين المعجم وألف وجيم مضموم وواو

661

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 661
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست