responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 628


الأمير الكبير قرطي . ولما دخلنا من بابها ذهب عني أصحابي ولقيني الوزير وذهب بي إلى دار الأمير الكبير قرطي . فكان من أخذه الفرجية التي أعطانيها ولي الله جلال الدين الشيرازي ما قد ذكرته . وهذه المدينة منفردة لسكنى عبيد السلطان وخدامه وهي من أحسن المدن الست . ويشقها أنهار ثلاثة : أحدها خليج يخرج من النهر الأعظم وتأتي فيه القوارب الصغار إلى هذه المدينة بالمرافق من الطعام وأحجار الوقد . وفيه السفن للنزهة . والمشور في وسط هذه المدينة وهو كبير جداً . ودار الإمارة في وسطه وهو يحف بها من جميع الجهات . وفيه سقائف فيها الصناع يصنعون الثياب النفيسة وآلات الحرب . أخبرني الأمير قرطي أن عددهم ألف وستمائة معلم . كل واحد منهم يتبعه الثلاثة والأربعة من المتعلمين . وهم أجمعون عبيد القان . وفي أرجلهم القيود ومساكنهم خارج القصر . ويباح لهم الخروج إلى أسواق المدينة دون الخروج على بابها . ويعرضون كل يوم على الأمير مائة مائة . فإن نقص أحدهم طلب به أميره . وعادتهم أنه إذا خدم أحدهم عشر سنين فك عنه قيده وكان يخير في النظرين : إما أن يقيم في الخدمة غير مقيد وإما أن يسير حيث شاء من بلاد القان ولا يخرج عنها . وإذا بلغ سنه خمسين عاماً أعتق من الأشغال وأنفق عليه .
كذلك ينفق على من بلغ هذه السن أو نحوها من سواهم . ومن بلغ ستين سنة عدوه كالصبي فلم تجر عليه الأحكام . والشيوخ بالصين يعظمون تعظيماً كثيراً ويسمى أحدهم آطا ومعناه الوالد .
ذكر الأمير الكبير قرطي وضبط اسمه [1] وهو أمير أمراء الصين أضافنا بداره وصنع الدعوة ويسمونها الطوى [2] وحضرها كبار المدينة . وأتى بالطباخين المسلمين فذبحوا وطبخوا الطعام . وكان هذا الأمير على عظمته يناولنا الطعام بيده ويقطع اللحم بيده . وأقمنا في ضيافته ثلاثة أيام وبعث ولده معنا إلى الخليج . فركبنا في سفينة تشبه الحراقة



[1] بضم القاف وسكون الراء وفتح الطاء المهمل وسكون الياء
[2] بضم الطاء المهمل وفتح الواو

628

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 628
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست