نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 616
بنفسها وخرقت الجيوش حتى وصلت إلى الملك الذي كانت تقاتله فطعنته طعنة كان فيها حتفه فمات وانهزمت عساكره . وجاءت برأسه على رمح فافتكه أهله منها بمال كثير . فلما عادت إلى أبيها ملكها تلك المدينة التي كانت بيد أخيها . وأخبرني أن أبناء الملوك يخطبونها فتقول : لا أتزوج إلا من يبارزني فيغلبني . فيتحامون مبارزتها خوف المعرة إن غلبتهم . ثم سافرنا عن بلاد طوالسي فوصلنا بعد سبعة عشر يوماً والريح مساعدة لنا ونحن نسير بها أشد السير وأحسنه إلى بلاد الصين . وإقليم الصين متسع كثير الخيرات والفواكه والزرع والذهب والفضة لا يضاهيه في ذلك إقليم من أقاليم الأرض . ويخترقه النهر المعروف بآب حياة معنى ذلك ماء الحياة ويسمى أيضاً نهر السبر " السرو " كاسم النهر الذي بالهند ومنبعه من جبال بقرب مدينة خان بالق تسمى كوه بوزنه معناه جبل القرود ويمر في وسط الصين مسيرة ستة أشهر إلى أن ينتهي إلى صين الصين . وتكتنفه القرى والمزارع والبساتين والأسواق كنيل مصر إلا أن هذا أكثر عمارة وعليه النواعير الكثيرة . وببلاد الصين السكر الكثير مما يضاهي المصري بل يفضله والأعناب والإجاص . وكنت أظن أن الإجاص العثماني الذي بدمشق لا نظير له حتى رأيت الإجاص الذي بالصين . وبها البطيخ العجيب يشبه بطيخ خوارزم وأصفهان . وكل ما ببلادنا من الفواكه فإن بها ما هو مثله وأحسن منه . والقمح بها كثير جداً ولم أر قمحاً أطيب منه وكذلك العدس والحمص . ذكر الفخار الصيني وأما الفخار الصيني فلا يصنع منه إلا بمدينة الزيتون وبصين كلان . وهو من تراب جبال هنالك تقد فيه النار كالفحم وسنذكر ذلك ويضيفون إليه حجارة عندهم . ويوقدون النار عليها ثلاثة أيام ثم يصبون عليها الماء فيعود الجميع تراباً ثم يخمرونه . فالجيد منه ما خمر شهراً كاملاً ولا يزاد
616
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 616