responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 378


العمارة مما يلي بلاد الترك . ومن هنا دخلنا البرية الكبرى وهي مسيرة خمس عشرة لا تدخل إلا في فصل واحد وهو بعد نزول المطر بأرض السند والهند وذلك في أوائل شهر يوليه . وتهب في هذه البرية ريح السموم القاتلة التي تعفن الجسوم . حتى أن الرجل إذا مات تتفسخ أعضاؤه . وقد ذكرنا أن هذه الريح تهب أيضاً في البرية بين هرمز وشيراز .
وكانت تقدمت أمامنا رفقة كبيرة فيها خداوند زاده قاضي ترمذ فمات لهم جمال وخيل كثيرة . ووصلت رفقتنا سالمة بحمد الله تعالى إلى بنج آب وهو ماء السند وبنج [1] ومعناه خمسة وآب [2] ومعناه الماء فمعنى ذلك الأودية الخمسة وهي تصب في النهر الأعظم وتسقي تلك النواحي وسنذكرها إن شاء الله تعالى .
وكان وصولنا لهذا النهر سلخ ذي الحجة . واستهل علينا تلك الليلة هلال المحرم من عام أربعة وثلاثين وسبعمائة . ومن هنالك كتب المخبرون بخبرنا إلى أرض الهند وعرفوا ملكها بكيفية أحوالنا .
وادي السند ولما كان بتاريخ الغرة من شهر محرم مفتتح عام أربعة وثلاثين وسبعمائة وصلنا إلى وادي السند المعروف ببنج آب ومعنى ذلك المياه الخمسة . وهذا الوادي من أعظم أودية الدنيا وهو يفيض في أوان الحر فيزرع أهل تلك البلاد على فيضه كما يفعل أهل الديار المصرية في فيض النيل .
وهذا الوادي هو أول عمالة السلطان المعظم محمد شاه ملك الهند والسند . ولما وصلنا إلى هذا النهر جاء إلينا أصحاب الأخبار الموكلون بذلك وكتبوا بخبرنا إلى قطب الملك أمير مدينة ملتان وكان أمير أمراء السند على هذا العهد مملوك للسلطان يسمى سرتيز وهو من عرض المماليك وبين يديه تعرض عساكر السلطان ومعنى اسمه الحاد الرأس لأن سر [3] . هو الرأس وتيز [4] معناه الحاد . وكان في حين



[1] بفتح الباء الموحدة وسكون النون والجيم
[2] بهمزة مفتوحة ممدودة وباء موحدة
[3] بفتح السين المهملة وسكون الراء
[4] بتاء معلوة وياء مد وزاي

378

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست