responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 377


ثم سافرنا إلى قرية الجرخ [1] وهي كبيرة لها بساتين كثيرة وفواكهها طيبة . قدمناها في أيام الصيف ووجدنا بها جماعة من الفقراء والطلبة وصلينا بها الجمعة . وأضافنا أميرها محمد الجرخي ولقيته بعد ذلك بالهند . ثم سافرنا إلى مدينة غزنة وهي بلد السلطان المجاهد محمود بن سبكتكين الشهير الاسم وكان من كبار السلاطين يلقب بيمين الدولة وكان كثير الغزو إلى بلاد الهند وفتح بها المدائن والحصون . وقبره بهذه المدينة عليه زاوية وقد خرب معظم هذه البلدة . ولم يبق منها إلا يسير وكانت كبيرة .
وهي شديدة البرد والساكنون بها يخرجون عنها أيام البرد إلى مدينة القندهار وهي كبيرة مخصبة ولم أدخلها وبينهما مسيرة ثلاث . ونزلنا بخارج غزنة في قرية هنالك على نهر ماء تحت قلعتها وأكرمنا أميرها مرذك أغا ومرذك [2] معناه الصغير ، وأغا [3] ومعناه كبير الأصل .
ثم سافرنا إلى كابل وكانت فيما سلف مدينة عظيمة وبها الآن قرية يسكنها طائفة من الأعاجم يقال لهم الأفغان .
ولهم جبال وشعاب وشوكة قوية وأكثرهم قطاع الطريق وجبلهم الكبير يسمى كوه سليمان .
يذكر أن نبي الله سليمان عليه السلام صعد ذلك الجبل فنظر إلى أرض الهند وهي مظلمة فرجع ولم يدخلها فسمي الجبل به . وفيه يسكن ملك الأفغان . وبكابل زاوية الشيخ إسماعيل الأفغاني تلميذ الشيخ عباس من كبار الأولياء . ومنها رحلنا إلى كرماش . وهي حصن بين جبلين تقطع به الأفغان . وكنا حين جوازنا عليه نقاتلهم وهم بسفح الجبل ونرميهم بالنشاب فيفرون . وكانت رفقتنا مخفة ومعهم نحو أربعة آلاف فرس وكانت لي جمال انقطعت عن القافلة لأجلها ومعي جماعة بعضهم من الأفغان وطرحنا بعض الزاد وتركنا أحمال الجمال التي أعيت بالطريق وعادت إليها خيلنا بالغد فاحتملتها ووصلنا إلى القافلة بعد العشاء الآخرة فبتنا بمنزل ششنغار وهي آخر



[1] وضبط اسمها بفتح الجيم المعقود وإسكان الراء وخاء معجم
[2] بفتح الميم وسكون الراء وفتح الذال المعجم
[3] بفتح الهمزة والغين المعجم

377

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست