responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 308


فضربت رأسه فخدشته فمات . وتغلب السلطان سليمان على البلد وجعل به ابنه إبراهيم . ويقال : إنه أيضاً كان يأكل صاحبه على أن أهل بلاد الروم كلها لا ينكرون أكلها . ولقد مررت يوماً على باب الجامع بصنوب وبخارجه دكاكين يقعد الماس عليها فرأيت نفراً من كبار الأجناد وبين أيديهم خديم لهم بيده شكارة مملوءة بشيء يشبه الحناء وأحد يأخذ منها بملعقة ويأكل وأنا أنظر إليه ولا أعلم بما في الشكارة . فسألت من كان معي فأخبرني أنه الحشيش . وأضافنا بهذه المدينة قاضيها ونائب الأمير بها ومعلمه ويعرف بابن عبد الرزاق .
حكاية الروافض واكل الأرنب لما دخلنا هذه المدينة رآنا أهلها ونحن نصلي مسبلي أيدينا وهم حنفية لا يعرفون مذهب مالك ولا كيفية صلاته والمختار من مذهبه وهو إسبال اليدين . وكان بعضهم يرى الروافض بالحجاز والعراق مسبلي أيديهم فاتهمونا بمذهبهم وسألونا عن ذلك فأخبرناهم أننا على مذهب مالك فلم يقنعوا بذلك منا واستقرت التهمة في نفوسهم حتى بعث إلينا نائب السلطان بأرنب وأوصى بعض خدامه أن يلازمنا حتى يرى ما نفعل له فذبحناه وطبخناه وأكلناه وانصرف الخديم إليه وأعلمه بذلك . فحينئذ زالت عنا التهمة وبعثوا لنا بالضيافة . والروافض لا يأكلون الأرانب . وبعد أربعة أيام من وصولنا إلى صنوب توفيت أم الأمير إبراهيم بها فخرجت في جنازتها وخرج ابنها على قدميه كاشفاً شعره وكذلك الأمراء والمماليك وثيابهم مقلوبة . وأما القاضي والخطيب والفقهاء . فإنهم قلبوا ثيابهم ولم يكشفوا رؤوسهم بل جعلوا عليها مناديل من الصوف الأسود عوضاً عن العمائم . وأقاموا يطعمون الطعام أربعين يوماً وهي مدة العزاء عندهم . وكانت إقامتنا بهذه المدينة نحو أربعين يوماً ننتظر

308

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست