responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 307


وسافرنا من هذه الزاوية إلى مدينة صنوب وهي مدينة حافلة جمعت بين التحصين والتحسين يحيط بها البحر من جميع جهاتها إلا واحدة وهي الشرق ولها هنالك باب واحد لا يدخل إليها أحد إلا بإذن أميرها وأميرها إبراهيم بك ابن السلطان سليمان بادشاه الذي ذكرناه . ولما استؤذن لنا عليه دخلنا البلد ونزلنا بزاوية عز الدين أخي جلبي وهي خارج باب البحر ومن هنالك يصعد إلى جبل داخل في البحر كميناء سبتة في البساتين والمزارع والمياه وأكثر فواكهه التين والعنب وهو جبل مانع لا يستطاع الصعود إليه . وفيه إحدى عشرة قرية يسكنها كفار الروم تحت ذمة المسلمين .
وبأعلاه رابطة تنسب للخضر والياس عليهما السلام لا تخلو عن متعبد وعندها عين ماء .
والدعاء فيها مستجاب . وبسفح هذه الجبر قبر الوالي الصالح الصحابي بلال الحبشي وعليه زاوية فيها الطعام للوارد والصادر . والمسجد بمدينة صنوب من أحسن المساجد . وفي وسطه بركة ماء عليها قبة تثقلها أربع أرجل ومع كل رجل ساريتان من الرخام وفوقها مجلس يصعد له على درج خشب وذلك من عمارة السلطان بروانه ابن السلطان علاء الدين الرومي وكان يصلي الجمعة بأعلى تلك القبة . وملك بعد ابنه غازي جلبي فلما مات تغلب عليها السلطان سليمان المذكور . وكان غازي جلبي المذكور شجاعاً مقداماً ووهبه الله خاصية في الصبر تحت الماء وفي قوة السباحة وكان يسافر في الأجفان الحربية لحرب الروم فإذا كانت الملاقاة واشتغل الناس بالقتال غاص تحت الماء وبيده آلة حديد يخرق بها أجفان العدو فلا يشعرون بما حل بهم حتى يدهمهم الغرق . وطرقت مرسى بلده مرة أجفان العدو فخرقها وأي من كان فيها . وكانت فيه كفاية لا كفاء لها إلا أنهم يذكرون أنه كان يكثر أكل الحشيش وبسببه مات .
فإنه خرج يوماً للتصيد وكان مولعاً به فاتبع غزالة ودخلت له بين الأشجار وزاد في ركض فرسه فعارضته شجرة

307

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست