responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 303


قوله في التورية وتذكرته بذكر البخيري :
إن البخيري مذ فارقتموه غدا * يحثو الرماد على كانونه الترب لو شئتم أنه يمسي أبا لهبٍ * جاءت بغالكم حمالة الحطب قال : فلما دخلنا للزاوية وجدنا النار موقودة فنزعت ثيابي ولبست ثياباً سواها واصطليت بالنار . وأتى الأخي بالطعام والفاكهة أكثر من ذلك . فلله درهم من طائفة ! ما أكرم نفوسهم وأشد إيثارهم وأعظم شفقتهم على الغريب وألطفهم بالوارد وأحبهم فيه وأجملهم احتفالاً بأمره . فليس قدوم الإنسان الغريب عليهم إلا كقدومه على أحب أهله إليه . وبتنا تلك الليلة بحال مرضية ثم رحلنا بالغداة فوصلنا إلى مدينة كردي بولي [1] وهي مدينة كبيرة في بسيط من الأرض حسنة متسعة الشوارع والسواق من أشد البلاد برداً .
وهي محلات مفترقة كل محلة تسكنها طائفة لا يخالطهم غيرهم .
سلطان كردي بولي وهو السلطان شاه بك من متوسطي سلاطين هذه البلاد حسن الصورة والسيرة جميل الخلق قليل العطاء . صلينا بهذه المدينة صلاة الجمعة ونزلنا منها ولقيت بها الخطيب الفقيه شمس الدين الدمشقي الحنبلي وهو من مستوطنيها من سنين وله بها أولاد . وهو فقيه هذا السلطان وخطيبه ومسموع الكلام عنده . ودخل علينا هذا الفقيه بالزاوية فأعلمنا أن السلطان قد جاء لزيارتنا . فشكرته على فعله واستقبلت السلطان فسلمت عليه وجلس . فسألني عن حالي وعن مقدمي وعمن لقيته من السلاطين فأخبرته بذلك كله . وأقام ساعة ثم انصرف وبعث بدابة مسرجة وكسوة وانصرفنا إلى مدينة برلو وهي مدينة صغيرة على تل تحتها خندق ولها قلعة بأعلى شاهق . نزلنا منها بمدرسة . وكان الحاج الذي سافر معنا يعرف



[1] وضبط اسمها بكاف معقودة وفتح الراء والدال المهمل وسكون الياء وباء موحدة مضمومة وواو مد ولام مكسورة وياء

303

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست