responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 294


ذكر سلطان مغنيسية وسلطانها يسمى صاروخان ولما وصلنا إلى هذه البلدة وجدناه بتربة ولده وكان قد توفي منذ أشهر فكان هو وأم الولد ليلة العيد وصبيحتها بتربته والولد قد صبر وجعل في تابوت خشب مغشى بالحديد المقزدر وعلق في قبة لا سقف لها لتذهب رائحته وحينئذ تسقف القبة ويجعل تابوته ظاهراً على وجه الأرض وتجعل ثيابه عليه . وهكذا رأيت غيره أيضاً من الملوك فعل وسلمنا عليه بذلك الموضع وصلينا معه صلاة العيد وعدنا إلى الزاوية . فأخذ الغلام الذي كان لي أفراسنا وتوجه مع غلام لبعض الأصحاب برسم سقيها فأبطأ . ثم لما كان العشي لم يظهر لهما أثر . وكان بهذه المدينة الفقيه المدرس الفاضل مصلح الدين فركب معي إلى السلطان وأعلمناه بذلك . فبعث في طلبهما فلم يوجدا واشتغل الناس في عيدهم وقصدا مدينة للكفار على ساحل البحر تسمى فوجة على مسيرة يوم من مغنيسية . وهؤلاء الكفار في بلد حصين . وهم يبعثون هدية في كل سنة إلى سلطان مغنيسية فيقنع منهم بها لحصانة بلدهم .
فلما كان بعد الظهر أتى بهما بعض الأتراك وبالأفراس وذكروا أنهما اجتازا بهم عشية النهار فأنكروا أمرهما واشتدوا عليهما حتى أقرا بما عزما عليه من الفرار . ثم سافرنا من مغنيسية وبتنا ليلة عند قوم من التركمان قد نزلوا في مرعى لهم ولم نجد عندهم ما نعلف به دوابنا تلك الليلة وبات أصحابنا يحترسون مداولة بينهم خوف السرقة . فأتت نوبة الفقيه عفيف الدين التوزري . فسمعته يقرأ سورة البقرة فقلت له : إذا أردت النوم فأعلمني لأنظر من يحرس ثم نمت فما أيقظني إلا الصباح . وقد ذهب السراق بفرس لي كان يركبه عفيف الدين بسرجه ولجامه وكان من جياد الخيل اشتريته بأياسلوق . ثم رحلنا من الغد فوصلنا إلى مدينة برغمة مدينة خربة لها قلعة عظيمة

294

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست