responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 293


خراب . ولها قلعة متصلة بأعلاها . نزلنا منها بزاوية الشيخ يعقوب وهو من الأحمدية صالح فاضل . ولقينا بخارجها الشيخ عز الدين بن أحمد الرفاعي ومعه زاده الأخلاطي من كبار المشايخ ومعه مائة فقير من المولهين . وقد ضرب لهم الأمير الأخية وصنع الشيخ يعقوب ضيافة وحضرتها واجتمعت بهم . وأمير هذه المدينة عمر بك ابن السلطان محمد بن آيدين المذكور آنفاً وسكناه بقلعتها وكان حين قدومنا عليها عند أبيه ثم قدم بعد خمس من نزولنا بها . فكان من مكارمه أن أتى إلي بالزاوية فسلم علي واعتذر وبعث ضيافة عظيمة وأعطاني بعد ذلك مملوكاً رومياً خماسياً اسمه نقوله وثوبين من الكمخا وهي ثياب حرير تصنع ببغداد وتبريز ونيسابور وبالصين وذكر لي الفقيه الذي يؤم به أن الأمير لم يبق له مملوك سوى ذلك المملوك الذي أعطاني بسبب كرمه رحمه الله وأعطى أيضاً للشيخ عز الدين ثلاثة أفراس مجهزة وآنية فضية كبيرة تسمى عندهم المشربة مملوءة دراهم وثياباً من الملف والمرعز والقسي والكمخا وجواري وغلماناً . وكان هذا الأمير كريماً صالحاً كثير الجهاد له أجفان غزوية يضرب بها على نواحي القسطنطينية العظمى فيسبي ويغنم ويفني ذلك كرماً وجوداً ثم يعود إلى الجهاد إلى أن اشتدت على الروم وطأته فرفعوا أمرهم إلى البابا فأمر نصارى جنوة وفرنسة بغزوه فغزوه . وجهز جيشاً من رومية وطرقوا مدينته ليلاً في عدد كثير من الأجفان وملكوا المرسى والمدينة . ونزل إليهم الأمير عمر من القلعة فقاتلهم واستشهد هو وجماعة من ناسه واستقر النصارى بالبلد ولم يقدروا على القلعة لمنعتها .
ثم سافرنا من هذه المدينة إلى مدينة مغنيسية نزلنا بها عشي يوم عرفة بزاوية رجل من الفتيان وهي مدينة كبيرة حسنة في سفح جبل وبسيطها كثير الأنهار والعيون والبساتين والفواكه .

293

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست