responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 282


أحد الفتيان الأخية ففعل ما فعله من قبله من الركاء والضيافة ودخول الحمام وغير ذلك من حميد الأفعال وجميل الأعمال . ولقينا بمدينة ميلاس رجلاً صالحاً معمراً يسمى بأبي الششتري وذكروا أن عمره يزيد على مائة وخمسين سنة وله قوة وحركة وعقله ثابت وذهنه جيد . دعا لنا وحصلت لنا بركته .
سلطان ميلاس وهو السلطان المكرم شجاع الدين أرخان بك ابن المنتشا وهو من خيار الملوك حسن الصورة والسيرة جلساؤه الفقهاء وهم معظمون لديه وببابه منهم جماعة منهم الفقيه الخوارزمي عارف بالفنون فاضل . وكان السلطان في أيام لقائي له واجداً عليه . بسبب رحلته إلى مدينة أياسلوق ووصوله إلى سلطانها وقبول ما أهداه . فسألني هذا الفقيه أن أتكلم عند الملك في شأنه بما يذهب ما في خاطره فأثنيت عليه عند السلطان وذكرت ما علمته من علمه وفضله ولم أزل به حتى ذهب ما كان يجده فيه . وأحسن إلينا هذا السلطان وأركبنا وزودنا . وسكناه في مدينة برجين وهي قريبة من ميلاس بينهما ميلان [1] وهي جديدة على تل هنالك بها العمارات الحسان والمساجد . وكان قد بنى بها مسجداً جامعاً لم يتم بناؤه بعد . وبهذه البلدة لقيناه ونزلنا منها بزاوية الفتى أخي علي . ثم انصرفنا بعد ما أحسن إلينا كما قدمناه إلى مدينة قونية وهي مدينة عظيمة حسنة العمارة كثيرة المياه والأنهار والبساتين والفواكه وبها المشمش المسمى بقمر الدين . وقد تقدم ذكره ويحمل منه أيضاً إلى ديار مصر والشام . وشوارعها متسعة جداً وأسواقها بديعة الترتيب . وأهل كل صناعة على حدة ويقال : إن هذه المدينة من بناء الإسكندر وهي من بلاد السلطان بدر الدين بن قرمان وسنذكره .
وقد تغلب عليها صاحب العراق في بعض الأوقات لقربها من بلاده التي بهذا الإقليم . نزلنا منها بزاوية قاضيها



[1] وضبط اسمها بفتح الموحدة واسكان الراء وجيم وياء مد وآخره نون

282

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست