نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 85
وكان بين مهبط آدم عليه السلام وبين الطوفان وفور الماء أربعون يوما ، فأمر نوح أن تفتح أبواب السفينة ، ثم أرسل الغراب لينظر له فمضى ولم يعد إليه ، فدعا عليه أن يكون مباعدا ، وأن يكون رزقه في الخوف . ثم ارسل الحمامة فرجعت وقد انصبغت رجلاها بالطين ، فدعا لها أن تكون إلفا لبني آدم ومنقارها ورجلاها مصبوغة من يومئذ ، ولم تكن كذلك قبل ثم أرسلها بعد أيام فرجعت وفي مناقرها ورقة خضراء من الزيتون ، وقيل كانت من عشب الأرض . وفي التوراة أن الأرض جفت في سبعة وعشرين من الشهر الحادي عشر ، ولما تغيب الماء ووقفت السفينة على الجودي أوحى الله تعالى إلى نوح عليه السلام أن يخرج من السفينة هو ومن معه ، فأخرج البهائم والهوام . وقالوا هم الأسد أن يعبث في السفينة فصاح به نوح عليه السلام ، فألقى الله الحمى في جسده ، وأن النجو آذاهم فلطم الفيل فعطس خنزيرا ، فالتقط ذلك النجو [ فهو ] يعيش منه ، وأن الفأر آذاهم فلطم الأسد فعطس هرا . ونزل نوح عليه السلام من السفينة وبنوه سام وحام ويافث ويحطون ، وهو الذي ولد له في السفينة ، ولما خرجوا ليستقروا على الأرض بنوا قربة سموها سوق ثمانين فسكنوها ، فقال لهم الله أكثروا واملأوا الأرض واعمروها فقد باركت فيكم ، ورفعت اللعنة عن الأرض ، وآذنت بركاتها وأخرج ثمرها وكلوا مما رزقناكم حلالا طيبا ، واجتنبوا الأوثان والميتة والدم ولحم الخنزير وما ذبح لغير الله ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق . ووجه نوح التابوت الذي فيه جسد آدم عليهما السلام إلى غار الكنز بمكة فدفن فيه . ولما كثر ولد نوح عليه السلام قسم الأرض بينهم ، فدب إبليس إليهم ليرمي بينهم العداوة والبغضاء فقال لبني حام ويافث إن أباكم أعطى ساما وولده خير
85
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 85