نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 82
الآلهة ، وألقيتها عن كراسيها ، ومواضع شرفها وعزها ؟ من علمك ذلك ؟ ومن أين وصل إليك ؟ فقال له نوح عليه السلام وهو مخضوب بدمائه : لو كانت آلهة لما سقطت ، فاتق الله يا درمشيل ، ولا تشرك بالله فإنه يراك ! فقال له الملك ، فكيف قدرت أن تخاطبني بهذا الخطاب ! فأمر بحبسه إلى أن يحضر عيد الصنم الآخر ، فيذبحه له تقربا به إليه ، وأمر برد الأصنام على كراسيها . وأن الدرمشيل رأى رؤيا هالته في أمر نوح عليه السلام ، فأمر باخراجه وتخلية سبيله ، وأخبرهم أنه مجنون لا حرج عليه . وكان في زمانه سويدين الكاهن فعرفهم بأمر الطوفان ، وقرب زمانه ، وكان يأمر بقتل نوح عليه السلام والله يعصمه منهم . فولد لنوح بعد خمسمائة سنة من عمره سام وبعده حام وبعده يام وبعده يافث ، وطال أمر نوح معهم فلم يؤمن به إلا نفر يسير من العالم ، وقيل له أنؤمن بك ، واتبعك الأرذلون [1] . وقيل كانوا من أهل صنعته ، وكان صلى الله عليه وسلم نجارا ، ومضت لهم ثلاثة قرون ، قرن بعد قرن ، ونوح عليه السلام يذكرهم ويدعوهم إلى الله تعالى فلا يزدادون إلا طغيانا وعتوا و تجبرا واستكبارا ، وقتل من كان اتبعه فكان يدعوهم إلى الله سبحانه فأوحى الله إليه ( إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ) فحينئذ يئس منهم ودعا عليهم ، فقال ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) . وأمر نوح عليه السلام بعمل السفينة وقد قطع الله عن قومه النسل ، وكثر عليهم القحط ، وقلت عمارتهم وكانوا يستعينون على عبادتهم بأصنامهم ولا تنفعهم .
[1] في الأصل : الازلون ، وقد رسمناها كما وردت في القرآن الكريم .
82
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 82