نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 80
له ، وكان متوشلخ أراد فساد تلك الصور فامتنعوا عليه ، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه لمك ومعنى لمك الجامع ، وعهد إليه أبوه ودفع إليه الصحف والكتب المختومة التي كانت لإدريس عليه السلام ، وكان عمر متوشلخ تسعمائة سنة . وانتقلت الوصية إلى لمك وهو أبو نوح عليهما السلام ، وقد كان رأى أن نارا أخرجت من فيه ، فأحرقت العالم ورأى وقتا آخر كأنه على شجرة في وسط بحر لا غير . ولما ولد له نوح عليه السلام ذكر العلماء والكهان ذلك ليمحويل الملك وعرفوه أن العالم يهلك في زمانه وأنه يكون طويل العمر . وقد كانوا رأوا أنه طوفان يغرق الأرض ، فأمر يمحويل أن يبنيا له المعاقل على رؤوس الجبال ، بنيانا عاليا ليتحصنوا بها ، فعملوا منها سبعة معاقل بعدة الأصنام التي كانت لهم وعلى أسمائها ، وزبروا عليها شيئا من علومهم ويقال إن الملك عملها لنفسه خاصة . وكبر نوح عليه السلام فنبأه الله عز وجل وهو ابن خمسين سنة وأرسله إلى قومه ، وكان من نعته أنه آدم رقيق البشرة ، في رأسه طول ، عظيم العينين رقيق الساعدين والساقين ، كثير لحم الفخذين طويل اللحية عريضها ، طويل ، جسيم وكان حيا بعد إدريس عليهما السلام ، وهو من أهل العزم من الرسل . وفي بعض الاخبار أن عمره ألف ومائتين وخمسين سنة ، وأنه لبث في قومه يدعوهم إلى الايمان ألف سنة إلا خمسين عاما كما قال الله تعالى ، وقال من ينكر طول الأعمار على مذهب الفلاسفة ان حياته لبنيه ، وكانت شريعته التوحيد والصلاة والصيام والحج ومجاهدة أعداء الله من ولد قابيل ، وأمر بالحلال ونهى عن الحرام ، ولم يكن فرضت عليه احكام ولا مواريث ولا حدود ، وأمر أن يدعو الناس إلى الله تعالى ، ويحذرهم عذابه ، ويذكرهم آلاءه .
80
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 80