نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 70
النفس ، وأخرجوه من هناك إلى أرض واسعة كثيرة الفواكه فيها من أصناف الثمرات مالا يوجد مثله ببلد من البلدان ، فقالوا له أتصل بنا إلى أكثر من هذا ؟ قال والله ولا إلى بعضه ، فقالوا فهذا بين أيدينا فما نلتفت إلى شئ منه ، وإنا لنؤثر الحشيش عن هذه الفواكه ، فذهب أصحابه ليأخذوا من ذلك الجوهر شيئا فمنعهم ، وودع القوم وانصرف إلى مركبه متعجبا منهم . وحكي أنه ذكرت له جزيرة في البحر الأخضر فيها قوم حكماء فصار إليهم فرأى قوما سرابيلهم ورق الشجر وبيوتهم الكهوف ، وعليهم السكينة فسألهم عن مسائل من الحكمة فأجابوه فقال لهم سلوني ما أحببتم ، فقالوا له إنا نسألك الخلد فقال أني لي به ، ولا أقدر على زيادة نفس واحد في أنفاسي ! فقالوا فعرفنا بقية آجالنا ، فقال أنا لا أعرف بقية أجلي ، فكيف لي بمعرفة أجل غيري ! قالوا فامنحنا منحة تبقي لنا ما بقينا ، فقال وهذا ما لا أبلغه لنفسي فكيف لغيري ! قالوا فدعنا نطلب ذلك ممن يقدر عليه ! وجعل الناس منهم يتطاولون بالنظر إلى عساكر الإسكندر ، وكان على شاطئ البحر رجل حداد لا يرفع بصره إليه ، ولا إلى شئ من عساكره فعجب الإسكندر من ذلك فأقبل عليه وقال له ما منعك من النهوض إلي والنظر إلى عسكري ؟ فقال له لا يعجبني ملكك فأنظر إليه ! قال ولم ؟ قال إني عاينت قبلك ملكا لا يبلغ ملكك ملكه ، وكان في جواري رجل مسكين لا يملك شيئا ، فمات الملك والمسكين في يوم واحد ، ودفنا في ناحية واحدة فكنت أتعاهدهما حتى بليت أكفانهما وبقيت رممهما ، ثم اختلطا فجهدت أن اعرف الملك والمسكين فلم أقدر على ذلك ، فهان علي كل ملك بعد ذلك . قال فصناعتك تكفيك ؟ قال أنا أكسب بها ثلاثة دراهم كل يوم أنفق درهما وأقضي درهما وأسلف درهما ، فالدرهم الذي أنفق هو مؤنتي ومؤنة عيالي
70
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 70