نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 199
وذلك أن امرأة من نسائه وكانت حظية عنده عشقت رجلا من خدام الملك وخافت أن يرقى ذلك إلى الملك فيمتحنها من ذلك الصنم فتفتضح فيقتلها ، فأقامت مفكرة في الحيلة في ذلك ، إلى أن خلا بها في بعض الليالي وهما يشربان فأخذت في ذكر الزواني وسبهن وذمهن ، فذكر الملك ذلك للصنم ، وما فيه من المنافع للناس وما يستحق من فعله من الثناء والذكر الحسن ، فقالت له إنه لكذلك وقد صدق الملك غير أن منقاوس لم يصب الرأي في أمره ، فقال : وكيف ؟ قالت : لأنه أتعب نفسه وحكماءه فيما جعله لصلاح أمر العامة دون أمر نفسه ، وهذا أكبر العجز ، وإنما كان حكم هذا التمثال أن ينصب في دار الملك حيث يكون نساؤه وجواريه ، فان اقترفت إحداهن ذنبا علم الملك به وجازى عليه في ستر ، ولم تعلم العامة شيئا منه ، فيكون ردعا لمن في قصره عما تهم به مغتلمة ، وقد غلبتها شهوتها مرة ربما في عمرها لان شهوات النساء أكثر من شهوات الرجال ، وأغلب لنقصان عقولهن عن عقول الرجال ، وأما الآن فلو حدث شئ من ذلك في قصر الملك ، وأعوذ بالنور الاعلى منه ، وأحب امتحانه فضح نفسه ، وشاع في العامة والخاصة امره ، فان عاقب بغير امتحان كان متعديا ، وإن صبر صبر على المكروه . قال الملك صدقت فيما قلت وأنزل قولها على النصيحة والصدق ، وعلم أنها لم تشر بذلك إلا لأمر وقفت عليه ، ولم ترد كشفه ، فلما أصبح نزع الصنم من موضعه ووضعه في قصره في مكان أعد له بلا مهلة ولا مشاورة حكيم ولا عالم ، فلما نصب في القصر امتحن مرارا فلم يصنع شيئا عند الامتحان . وندم الملك على تحريكه وأقبلت جارية الملك على ما كانت همت به من الفجور وانهمكت فيه . وهذه الأعمال إنما تعمل بعد رصد الكواكب واختبارات أماكنها في الواجب من أوقات المعمول له ذلك .
199
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 199