responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 145


مدة ثم إنها رأت الزهرة تناجيها وتكلمها ، وتأمرها أن تسلم الجارية إلى أخيها ، وتنهاها أن تمنعه من ذلك ، ففعلت ذلك .
ولما صارت الجارية عند الملك حظيت عنده ، وفضلها على سائر نسائه فحسدنها وولدت من الملك ولدا ذكرا لم يكن له ولد غيره ، فزاد حسدهن لها ، وجعلن يطلبن أذاها ، ويطلبن الغوائل لها .
وكان أجل وزراء الملك لما يعلم من محبة الملك لها يأتيها في كل يوم فيقضي ما عرض لها من حوائجها ، إجلالا لها ، فلما قصدن ضراتها [1] [ إذايتها ] لم يجدن أنجع من أن يرمينها بذلك الوزير ، وكان ذلك حسدا وبغيا ، فحققن الامر عند الملك بما أمكنهن من الحيل ، فلما وقف الملك على ذلك أمر بقتلها وقتل الوزير ، ولم يشاور في ذلك أخته ولا أحدا من الحكماء .
فلما نفذ أمره بذلك بادر من وقف على ذلك إلى أخته فأعلمها فأسرعت إلى الذي امر بقتلهما تأمر باستبقائهما ، حتى يرى الملك في أمرهما .
ودخلت على الملك فقالت له ما هذا الذي أمرت به في وزيرك وجاريتك ؟
فقال اتصل بي عنهما كذا وكذا ، قالت أتحدث حدثا عظيما من القتل على ما لم تتحققه ، وعن غير مشورة لأهل الحكمة والثقات من أهل المملكة ؟ قال لم أملك صبري ، قالت إن الملوك ليس لها ان تعجل حتى يتبين لهم الامر !
فامر باستبقائهما ، وبحث عن أمرهما ، فوقف على الكذب فيه ، فأمر بكل من سعى فيه من ضراتها فأخرجن من القصر .
وحصليم هذا هو أول من عمل مقياسا لزيادة النيل ، وذلك أنه جمع أصحاب العلوم والهندسة ، فعملوا بيتا من زجاج على حافة النيل وجعل في



[1] في ب ضراتها : فتاها .

145

نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست