نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 144
ومعه نفر من أهله ، فوجدوه ملقى على فراشه جيفة ، فأمر أن توقد له نار يحرق فيها فأحرقه ، ثم جمع النسوة اللاتي كن في الجنة ، فمن كانت من نسائه أحرقها معه ، ومن كانت من المغصوبات ، سرحها إلى أهلها ، ففرح الناس لما نزل بهم . وملكهم لوحيم الملك فخرج ولبس تاج أبيه ، وجلس على سرير الملك ، وأمر بجمع الناس . فلما اجتمعوا قام فيهم خطيبا . وذكر ما كان عليه عرباق الأثيم من سوء السيرة واغتصاب النساء وسفك الدماء . ورفض الهياكل والاستخفاف بالكهنة ، وأنه لميراث أبيه وجده وأحق به من غيره وضمن للناس العدل والاحسان والقيام بأمرهم ، ودفع كل أذى عنهم فرضي الناس منه بذلك ، وقالوا له : أنت أحق بالملك ، فلا زلت دائم السعادة ، طويل العمر ، وانصرفوا مسرورين . فأمر بتجديد الهياكل وتعظيمها ، وقرب كثيرا من الكهان ، وأكرم جميعهم ، وسار في الناس بالعدل . وكانت الغربان والغرانيق [1] قد كثرت في وقته فأهلكت الزرع ، فعمل أربع منارات من نحاس في جوانب أمسوس ، وجعل في كل منارة صورة غراب فيه حية قد التوت عليه فلم يقربهم شئ من تلك الطيور إلى أن كان الطوفان ، فأزال تلك المنارة . ومن ملوكهم حصليم ، وكانت له أخت حكيمة ، وكانت في جواريها جارية فائقة العقل والجمال ، فعشقها الملك ، وسأل أخته أن تهبها له ، فأبت فألح عليها في طلبها ، فغضبت واعتزلت ، وبنت هيكلا وتعبدت فيه للزهرة