نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 137
وهم الذين حفروا النيل حتى أجروا ماءه إليهم ، ولم يكن قبل ذلك معتدل الجري ، وإنما كان ينبطح ويتفرق في الأرض ، فوجه إلى النوبة جماعة حتى هندسوه ، وشقوا منه أنهارا إلى مواضع كثيرة من مدنهم التي بنوها . وشقوا منها نهرا إلى مدينة أمسوس يجري في وسطها وغرسوا فيها عليه الغروس وكثر خيرهم وعمرت أرضهم ، وتجبر بقراويس لما ملك قومه ، وكان عظيمهم . وبعد عشرين ومائة سنة خلت من ملكه أمر بإقامة الأساطين ، وزبروا عليها علومهم . ذكر دخولهم البلدة ، وكيف خرجوا إليها ونزلوا بها وحروبهم لمن حاربهم من الملوك ثم أمر ببناء قبة على أساطين مثبتة بالرصاص ، طولها مائة ذراع ، وجعل عليها مرآة زبرجد أخضر ، قدرها سبعة أشبار ترى خضرتها على أمد بعيد . وفي مصاحف المصريين أنه سأل الربئ الذي كان معه أن يعرفه فخرج [ إلى شاطئ ] النيل ، فحمله حتى أجلسه على خلف خط الاستواء على البحر الأسود الزفتي [ والنيل يخرج ] مثل الخيوط حتى يدخل تحت جبل القمر ، ثم يخرج إلى بطائح هناك . ويقال إنه بنى بيت التماثيل هناك ، وعمل هيكل الشمس ، ورجع إلى أمسوس وقسم البلد بين بنيه ، فجعل لبقراوس الجانب الغربي ، ولسوريد الجانب الشرقي ، ولابنه الأصغر وهو مصرام مدينة سماها ير بيان ، وأسكنه فيها ، وأقام أساطين كثيرة ، وشق إليها نهرا وغرس فيها غروسا .
137
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 137