نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 136
لما بغى بعضهم على بعض وتحاسدوا ، وتغلب عليهم بنو قابيل ابن آدم تحول [1] بقراويس الجبار بن مصرايم بن مواكيل بن داويل بن عرباق بن آدم عليه السلام في نيف وسبعين راكبا من بني عرباق جبابرة ، كلهم يطلبون موضعا ينقطعون فيه عن بني آدم ، فلم يزالوا يمشون حتى وصلوا إلى النيل فأطالوا المشي عليه ، فما رأوا سعة البلد وحسنه أعجبهم ، وقالوا : هذا بلد زرع وعمارة ، فأقاموا فيه استوطنوه ، وبنوا الأبنية والمصانع المحكمة . وبنى بقراويس مصر ، وسماها باسم أبيه مصرايم [2] تبركا به وكان بقراويس جبارا له قوة زائدة وبطش وكان مع ذلك عالما له رئي من الجن ، فملك بني أبيه ، ولم يزل مطاعا في أمره ، وقد كان وقع إليه من العلوم التي علمها درابيل لآدم عليه السلام ، فقهر بها الجبابرة الذين كانوا معه . وهم الملوك الذين بنوا الاعلام ، وأقاموا الأساطين العظام ، وبنو المصانع الغريبة ، ووضعوا الطلسمات العجيبة ، واستخرجوا المعادن ، وقهروا من ناوأهم من ملوك الأرض ، ولم يطمع فيهم طامع ، وكل علم جليل هو في أيدي المصريين ، إنما كان من علوم أولئك ، كانت مزبورة على الحجارة . فيقال إن فيلمون الكاهن الذي ركب مع نوح عليه السلام في السفينة هو الذي فسرها لهم ، وعلمهم كتبها ، وسنذكر خبرها في موضعه إن شاء الله عز وجل . ثم أمرهم بقراويس حين ملك ببناء سموها أمسوسا [3] وأقاموا لها أعلاما طوالا طول كل علم منها مائة ذراع ، وزرعوا وعمروا الأرض ، وأمرهم ببناء المدائن ، والقرى ، وأسكن أهل كل بيت ناحية من أرض مصر .
[1] في ب : تحمل ، والتصحيح عن القرماني . [2] في ب : مصريم . [3] في القرماني : أسوس .
136
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 136