نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 117
الكهانة ، وجاهرت بالمعاصي وأضلت خلقا كثيرا من ولد آدم عليه السلام ، فدعا عليها آدم عليه السلام ، وأمنت حواء فأرسل الله إليها في طريقها أسدا أعظم من الفيل فهجم عليها في بعض المغاور فقتلها ، ومزق أعضاءها ، وأراح الله آدم وحواء منها . ويقول أهل الأثر : إن عوجا الجبار [ من ] [1] ولدها : وإن الطوفان لم يغرقه ولا بلغ ماؤه إلا بعض جسده ، وأنه طلب السفينة ليغرقها فأعماه الله عنها ، وعمر إلى زمان فرعون ، وقطع صخرة على قدر عسكر موسى عليه السلام وكان في أكثر من ستمائة الف [2] ، وحملها على رأسه ليطرحها عليهم ، فأرسل الله في طريقه ذلك عليه طيرا نقر ذلك الحجر حتى ثقبه ، ونزل من رأسه إلى كتفيه فصار رأسه مضغوطا في الحجر فمنعه الرؤية ، وتعذر عليه الحركة ، وأمر الله تعالى موسى عليه السلام بقتله ، وكان لموسى أيد قوية ، وكانت وثبته عشرة أذرع ، وطول عصاه مثلها وطوله كثيرا فوثب إليه فلم يضرب بطرف عصاه إلا عرقوبه ، فسقط لثقل الحجر فقتله ووافق سقوطه عرض النيل . فأقام كالجسر يعبر الناس عليه والدواب كالقنطرة مدة طويلة . وفي حديث آخر أنهم جروه في خمسة أشهر في كل يوم ألف ثور مقرنين بعجلات مع تعاونهم عليه في كل يوم نصف ذراع حتى طرحوه في بحر القلزم . وقيل بل قطعوه قطعا وجروه إلى البحر ، وقيل إن سقوطه كان في صحراء مصر فترك في موضعه وردم عليه بالصخور والرمل حتى صار كالجبل العظيم . ذكر أخبار الكهان من العرب بلغ سطيح من الكهانة ما لم يبلغه أحد ، وكان يسمى كاهن الكهان ،