نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 92
الباحثة عن حتفها فيقل ناصرك ، وتقطعك أواصرك ، وتطيش سهامك ، ويستوعر مرامك ، وأقبل قبل السفه الذي أنت متحير في دجنة طخيائه ، وسواد ظلمائه ، ولا تظن بنفسك ظن الأحمق المرتاب ، فإنما أنت غدا أو بعده أكيلة أضبع وذئاب ، كأني بما أصبحت تثق بنفسك قد أسلمك ، وبمن أصبح يعدك النصر قد خذلك ، فصرت جزور أيسار ، كل يضرب فيك بسهم فاز قدحه أو خاب ، ولو رجع إليك عازب حلمك ، ونظرت في الأمور بفهمك ، لعلمت أنه لا يبعدك من هاشم إلا نفسك ، إن عبد المطلب لجدك ، وإن العباس لخالك ، وإن صفية لأمك ، وما القرح المعروف إلا ما أبقى الدواء من الداء ، وأيم الله أن لو وكلتم إلى رأيكم ، وتركتم وضلال أهوائكم ، لقديما أبارتكم [1] الحتوف ، وتلعبت بكم السيوف ، ولكنكم كفرتم نعمة من لطف بكم ، وأنعلكم ، ورفق في السياسة بكم ، فاشكر الله يا ابن الزبير شكر من لم يعجل عليه عجلة المبادر ، حتى بقيت لهذا الموقف الذي أظهرت فيه حسكة صدرك وهتكت به الحجاب من سترك بذكرك إنكارنا فضلك ، فهل دفعناك [ 40 ب ] عن حق أوجبه الكتاب لك . تصفح كتاب الله واعرضه على قلبك فإن وجدت فيه لمهاجر في الفئ على غيره من أهل الاسلام فضلا ، بفريضة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من أبي بكر بسيرة ، فها نحن قد أنكرنا وجحدنا حقك ، وإلا يكن [2] ذلك ، فما موضع الانكار إذن ؟ لا والله يا ابن الزبير ! ولكن أردت أن تكون قيصرية كسروية ، قبحا لرأيك وسفاهة لحلمك ، أبعد الاسلام ، تستكثر من الدنيا وترغب فيها وتناضل عنها ، كالحائن [3] المثبور ما استبقى [4] في الله ؟ أما نائما
[1] في الأصل : " أتأرتكم " . [2] في الأصل : " وأن لا يكون ذلك " . [3] في الأصل : " للحائن " . [4] في الأصل : " وما استيقاف الله " .
92
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 92