responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول    جلد : 1  صفحه : 91

إسم الكتاب : أخبار الدولة العباسية ( عدد الصفحات : 419)


يقرفها [1] التذكر ، لا يدملها إلا الجزاء كيلا بصاع وفاء ، لما اتصل أحد بعجاج أقدامها ، ولا عد مثل أيامها ، ولكنها أخذت بأزمة الفضائل وأبت أن تعلقها كف متناول ، أو يضرب فيها بسهم مخاصل [2] ، فجوذبت الأزمة على كرهها ، فتمطت بها تمطي الراتع في لجامه ، والبازل في خطامه ، فلما نظر الله إلى أنوفها قد شمخت ، وإلى شفاهها قد بذخت ، استوقفها بامرئ لو عرفوا لغيره فضله كان مع أيديهم لهم باقي الدهر حربا ، فعركهم كعرك السقاء وذللهم بعد إباء ، فذاقوا [3] غب الخطأ وطاعة السفهاء ، فرغمت معاطسها وترعبلت [4] مجالسها ، فبعدا لمن أكل فريسته وحده ، وجحد الشريك شركته ، وإن مثلنا ومثلهم لكما قال الأول :
كنا لأول ما خولته [5] سببا * فصرت رأسا ومن آتاكه ذنبا لا يبعد الله إلا آنفا عطست * على المراغم سيمت خطة عجبا لو أنها عرفت فضلا لذي رحم * داني المحلة لم يبعد لها نسبا أضحى لها عضدا تغنى بها ويدا * تنفي بها الذل إما أغضبت غضبا فقام إليه ابن عباس فقال : مهلا يا ابن الزبير ، لا تكن كالضبة [6] صالت بحدها على ما لحقت من ولدها ، لا تجعل ذرب [7] لسانك [ 40 أ ] على من أنطقك ، وبلاغة قولك على من سددك ، ولا تجن على نفسك جناية العنز



[1] يقرفها : ينكأها .
[2] الخصلة : الإصابة في الرمي .
[3] في الأصل : " قد أبوا " .
[4] في الأصل : تزعبلت ، والصواب " ترعبلت " ، أي تمزقت وتقطعت .
[5] في الأصل : " حولته " .
[6] في الأصل : " الضبية " ، والضبة أنثى الضب . انظر كتاب الحيوان للجاحظ ج 1 ص 196 .
[7] في الأصل : " درب " .

91

نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست