نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 72
والأذى ، وخير من آمن واتقى ، وسيد من تقمص وارتدى ، وأكرم من أخبت وسعى ، وأفضل من صام وصلى ، وأخطب أهل الدنيا ، وأفصح من شهد النجوى ، سوى النبي المصطفى ، صاحب القبلتين فهل يساويه من بشر ؟ وأبو السبطين فهل يوازيه أحد ؟ وزوج خير النسوان فهل يفوقه مخلوق ؟ كان والله للأشداء قتالا ، ولهم في الحروب ختالا ، وفي الهزاهز شغالا ، لم تر عين مثله ، ولا ترى إلى يوم القيامة ، فعلى من تنقصه لعنة الله والعباد ، إلى يوم التناد . قال : فما تقول في طلحة والزبير ؟ قال : رحمهما الله ، كانا والله عفيفين ، مسلمين ، خيرين ، برين ، صادقين ، فاضلين ، طاهرين مطهرين ، شهيدين ، عالمين بالله زلا زلة والله غافر ذلك لهما ، [ 29 أ ] للنصرة القديمة ، والصحبة الكريمة ، والافعال الجميلة ، فأعقب الله من نالهما بسوء اللعنة ، إلى يوم الحسرة . قال : فما تقول في العباس ؟ قال : رحم الله أبا الفضل ، كان والله صنو أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرة عين صفي الله ، سيد الأعمام ، ولهميم الأقوام ، حوى أخلاق آبائه ، وأحلام أجداده الأمجاد ، له علم بالأمور ، قد زانه حلم ، ونظر في العواقب وقد سدده فهم ، كان دائبا يكتسب بسالة كل مهذب صنديد ، ويجتنب مخالفة [1] كل رعديد ، تلاشت الأحساب دون فخر عشيرته ، وتباعدت الأنساب عند ذكر فضيلته ، صاحب البيت والسقاية ، والمشعر والعلامة ، ولم لا يكون كذلك ، وقد ساسه أكرم من هب ودب ، عبد المطلب ، وأكرم من مشى وركب . قال : فقام إليه سراقة فقال : يا ابن عباس بم سميت قريش قريشا ؟ قال : سألت عن علم مخزون ، وأدب مكنون ، إنما سميت قريش قريشا : إن في البحر حوتا يسمى قريشا يأكل الحيتان