نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 44
دره ، والله ما هيجناه قط إلا وجدناه معدا [1] . فلما رجع ابن عباس إلى رحله ، جلس بفنائه ، وجاءه الناس يعزونه ، وجاءته خيل ، كلما جاءه إنسان نزل ووقف حتى جاءه يزيد بن معاوية ، فأوسع له ابن عباس ، فأبى أن يجلس إلا بين يديه مجلس المعزي ، فذكر الحسن عليه السلام في فضله وسابقته وقرابته ، فأحسن ذكره ، وترحم عليه ، ثم قام فركب ، فأتبعه ابن عباس بصره فلما ولى قال : إذا ذهب بنو حرب ذهب حلماء قريش [2] . ثم إن ابن عباس دخل بعد ذلك بأيام على معاوية [ 13 ب ] ، فقال له معاوية : يا أبا العباس ! هل ترى ما حدث في أهلك ؟ قال : لا ، قال : فإن أسامة بن زيد هلك ، ثم خرج . فلما كانت الجمعة ، قال ابن عباس : يا غلام اعطني ثيابي ، حتى متى أصبر لهذا المنافق ينعى إلي أهل بيتي رجلا رجلا ، فلبس ثيابه ثم اعتم وتطيب بطيب كان يعرف به إذا ما وجد ريحه ، فلما دخل المسجد قال أهل الشام : ما يشبه هذا إلا الملائكة ، من هذا ؟ فلما صلى أسند إلى أسطوانة ، فلم تبق في المسجد حلقة إلا تقوضت إليه ، فلم يسأل عن حلال ولا حرام ولا فقه ولا تفسير قرآن ولا حديث جاهلية ولا إسلام إلا أنبأهم به . فافتقد معاوية يومئذ من كان يدخل عليه ، وقال لحاجبه : أين الناس ؟ قال : عند ابن عباس ، فأخبره بخبره واجتماع الناس إليه ، وانه لو شاء أن يضربه بمائة ألف سيف فعل قبل الليل . فقال : نحن أظلم منه ، حبسناه عن أهله ، ومنعناه حاجته ، ونعينا إليه أحبته ، انطلق يا غلام فادعه . فلما
[1] انظر مروج الذهب ج 5 ص 8 - 9 . [2] انظر العقد الفريد ج 4 ص 361 - 2 36 . وفي مخطوط أنساب الأشراف ق 1 ص 710 ( إسطنبول ) ص 284 ( الرباط ) ، رواية المدائني ونصها " قدم عبد الله بن عباس على معاوية وافدا فأمر ابنه يزيد أن يأتيه مسلما ، فأتى يزيد ابن عباس فرحب به ابن عباس وحدثه ، فلما خرج قال ابن عباس : إذا ذهب بنو حرب ذهب حلماء الناس " .
44
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 44