نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 360
إذا قلت خف الروع ، أو قال قائل * أمنت فباب الامن بالخوف يقرع وكتب إلى ابن هبيرة : أما بعد : فإن أمير المؤمنين ولاك العراق لما أمل من كفايتك ، فأخلفت ظنه في أمور منها إبطاؤك عمن استصرخك من أهل طاعته بخراسان ، حتى وهنت قوتهم ، وقوي عدوهم عليهم ، ومنها أخذك أهبة الحصار قبل أوان ذلك حتى أرعبت قلوب من معك ، وسهلت عليهم سبل الهزائم ، وإنما يكون الحصار بعد طول المنازلة والمحاربة ، ومنها [ 177 ب ] إغمادك السيف عن آل المهلب المربضين للفتن ألا تكون سفكت دماءهم ، وأبحت حريمهم ، ومنها إهمالك أمر جنودك بلا شدة على أهل الريب منهم ، وإقامة الحدود فيهم ، ومنها تقصيرك في قطع ألسنة من ينطق فيما يكرهه أمير المؤمنين من أهل الشام ، وقد رأيت آثار أمير المؤمنين وتنكيله بهم ، ومنها اشتمالك على فئ المسلمين يبعثه مزاحم بن زفر يدسسه لك إلى أحبائك بقنسرين ، وهذا أعظم قوتك على عدوك . لعمري يا يزيد ! لقد تجافى أمير المؤمنين اليوم وقبل اليوم عن أمور أخلفت فيها ظنه ، وتبلت بها [1] نبله ، أنه وإن [2] تنفس لنا ولك في البقاء فسيعرفك ما ظننت دونه ستورا مرخاة ، ثم يكلك إلى نفسك في ذلك ، ثم لا تجد [3] أمير المؤمنين يشهد الله عليك وكفى بالله شهيدا . فإن كانت فلول ابن ضبارة وداود قد تجمعت إليك ، وقدم عليك الحوثرة ابن سهيل فيمن معه ، فانهض بنفسك للقاء هذا العدو الجاهد عليك ، الباسط سيفه إليك وإلى إخوانك ، ولا تستبق شيئا من جدك ولا تكن كما قال الأول :
[1] في الأصل " به " . [2] هكذا ، ولعله : " ان " ، بدل " وإن " . [3] هكذا ، ولعله : " لتجدن " ، بدل " لا تجد " .
360
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 360