نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 297
من المشركين ، وعلى أن يتعاوروا [1] ، ولا يتحاربوا ، فإن بدأ أحد منهم بالغارة [2] على صاحبه أو حاربه أو حارب من كان في حيزه وعقده فقد حل قتله وقتاله ولا أمان له ولا عهد لما خالف ذلك ، ففعلوا ذلك . وارتحل نصر من خندقه ومن كان معه ، وكذلك علي بن الكرماني ، وأقام شيبان في خندقه ، وخلت لطرق لأبي مسلم وسهل السبيل لمن أراد للحوق [ 146 أ ] به ، فانجفل الناس إليه ، وجعل علي يمده بالرجال ، ويقويه بالسلاح ويستر عليه ، حتى غلظ أمره واستكثف من كان معه . ثم إن كاملا [3] أشار على أبي مسلم أن يستمد ويستنهض عدة من ناحية الطالقان وبلخ ومرو الروذ ، ففعل ، وأقبل عمرو بن أعين في ألف وخمس مئة رجل من الطالقان ، وأقبل عبد الله بن شعبة بن مرو الروذ في ألف رجل ومعهم دواب ومواش من غنائم مرو الروذ . وبلغ ذلك نصر بن سيار ، فبعث إلى شيبان : قد أظلك قوم قد وتروك ، وقتلوا بعض أصحابك ، فلو بعثت إليهم من يقاتلهم ، وتجمع أهل الرستاق الذي نزلوه عليهم ، رجوت أن تدرك بغيتك ، وتقطع قرنا من قرون الفتنة . فشاور أصحابه فقال بعضهم : ما يؤمنك ان تبعث خيولك إليهم أن يغدر بك نصر ، فتأتيك خيوله ، وأنت خلو من أصحابك فلا يكون لك مانع ، وقال بعضهم : ما لنصر لا يبعث إليهم دونك ، فأمسك شيبان عن البعثة إليهم . وبلغ أبا مسلم مراسلة نصر شيبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : بلغني أن هذا الفاجر أراد البعثة إلى إخواننا ، وحمل شيبان على ذلك ، وأنهم إن فعلوا قصدنا لنصر دونهم ومن معهم ، ففي الظفر بهم
[1] التعاور التناوب ، ويجوز أن يكون النص " على ألا يتغاوروا " ، أي لا يغير بعضهم على بعض . [2] الأصل : " الغار " . [3] في الأصل : " كامل " .
297
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 297