نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 294
ابعث إلى هؤلاء القوم فاحبسهم ، فبعث إليهم فحبس منهم عدة فيهم أبو عون وعامر بن إسماعيل وأبو إسماعيل محمد بن سعدو سنان بن عبد الله وأبو نصيب . ولما تضايق الامر بنصر عاود عليا فبعث إليه : أحب أن ترسل إلي رجلين من ثقات أصحابك أحملهم إليك رسالة لا مئونة عليك في استماعها ، فبعث إليه المنتجع بن الزبير الأزدي ويعقوب بن يحيى بن الحصين الرقاشي ، فلما لقياه قال لهما : مكانكما ! أبلغا عني صاحبكما وقولا له : إن الامر قد جل عن الذي كنا نقتتل عليه وعاقبة هذا التباين فيها البوار ، فإذا أبيت أن تساعدني على حرب هؤلاء المسودة فوادعني أشهرا فقد شغلتني عن إطفاء جمرتهم ، وضع الحرب يني وبينك حتى أتفرغ لهم وأحاكمهم فإن ظفرت بهم فأنت على رأس أمرك ، وإن ظفروا بي فأنت أعلم بشأنك بعد ، وأيقن أنهم إن ظفروا بي تفرغوا لك . فرجعا إلى علي فخبراه بمقالته . قال لهما : ارجعا إليه فقولا : لست من خدعك في شئ ، وقد عاقدت القوم ، ولن أرجع عما أعطيتهم من نفسي ، فأتيا نصرا فأبلغاه ذلك . فلما رأى نصر نفور علي منه ، جمع أهل الرأي من أصحابه فقال لهم : ما ترون ؟ أما هذا الفتى فقد لج في طغيانه وأبى أن يجيبنا إلى الكف عنا . فقال له عقيل بن معقل : إنه لن يجيبك ، ولن يكف عنك ، ونرى أن تراسل شيبان ، ولعله [ 144 ب ] أن يكون ألين عقدة وأقرب مأخذا ، وإن أجابك أجابك علي ، وإن لم يجبك علي وقد خذله شيبان تعلمه عظيم ما صاروا إليه من أمر أبي مسلم وأصحابه ، وأخبره أنه ليس قوم بأبعد من موافقته منهم ، وأنهم قد تشاغلوا بالذي بينهم عن إطفاء ثائرتهم ، واسألهم [1] أن توادعهم لتتفرغ لهم ، فإذا انقضى أمرهم تناظروا فيما نقموا ، وتعاطوا إلى الحق فيما أنكروا ،
[1] الأصل مضطرب وهو " سألهم أن يوادعهم ليتفرغ لهم " . ويلاحظ أن السؤال والموادعة للكرماني وأصحابه ، والتفرغ لقتال أبي مسلم .
294
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 294