نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 287
فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : أما بعد فإنا قوم الله ربنا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبينا ، والكعبة البيت الحرام قبلتنا ، والرضا من آل محمد إمامنا ، ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإحياء ما أحيا القرآن وإماتة ما أمات القرآن ، [ 140 أ ] والرضا من آل محمد ، * ( يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم . ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء ) * [1] ، فإن فعلتم فحظكم أصبتم ، لكم ما لنا وعليكم ما علينا ، وإن أبيتم وغلب عليكم الشقاء فنحن ندعوكم إلى الموادعة ، فلا نبدؤكم بحرب حتى نؤذنكم ولا تبدأونا بحرب حتى تؤذنوننا ، ثم جلس . فقام سلم بن أحوز فقال : أصلح الله الأمير ائذن لي في جوابه ، فقال نصر : اجلس . ثم قام ثانية فقال : ائذن لي في جوابه ، فقال نصر : أجبه ، ولا أراك تجيبه بما ينفع . فقال سلم : أما ما دعوتنا إليه من أمركم هذا فلا حاجة لنا فيه ، وأما ما ذكرتم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أنتم وذاك ؟ نحن أولى به منكم ، نحن العرب وأبناء العرب ، وأنتم علوج سفلة عبدة السنانير ، وأما الموادعة فإن شئتم وادعناكم على أن تكونوا معنا على هذا المزدي ، وإلا فلا شئ لكم عندنا إلا السيف . ونظر منصور بن عمر إلى أبي الحكم فقال : من أي علوجنا أنت ؟ فقال نصر : أف لكم ! ما أخوفني أن يصرعكم هذا القول والبغي . فقام أبو الحكم وصاحباه وهم يقولون : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . فلما خرجوا قال نصر ليحيى بن الحصين : ما تقول أيها الشيخ ؟ قال : ما أرى بالموادعة بأسا . [ 140 ب ] قال نصر : أجل والله ما أرى بها بأسا