نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 269
فذكر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس قال : شهدت إبراهيم حيث أعتق أبا مسلم . وانصرف أبو سلمة ، وتابع بالكتب إلى سليمان بن كثير وأصحابه بخراسان في الاستعداد والاكماش [1] ، واختلف أبو مسلم في ذلك مرة بعد أخرى ، ثم إن إبراهيم وجهه إلى خراسان ، فكتب معه إلى شيعته كتابا نسخته : بسم الله الرحمن الرحيم صدق وعد الله لأوليائه ، وحقت كلمة الله على أعدائه ، ولا تبديل لكلمات الله ، ولن يخلف الله الميعاد . إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين [2] . أما بعد ، فأعدوا لأعداء الله النيات فإنها سيوف لا تفل ، وأعدوا لأعداء الله البصائر فإنها جنن يقيكم الله بها بأسهم ، واستشعروا [ 130 أ ] الطاعة فإنها سهام لا تطيش ، واعلموا أن بحسب السلامة في النيات تكون السلامة في الأبدان من نكبات الظالمين ، وعلى قدر الزيادة في البصائر يزيد الله أهلها في الأيد والبطش ، فاستبصروا اليقين ، وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين . أما بعد ، فقد وجهت إليكم مجد الدهر عبد الرحمن بن مسلم مولاي ، فالقوا إليه أزمة أموركم ، وحملوه أعباء الورد لها والصدر في محاربة عدوكم ، وعاهدوا الله على الطاعة ، وكونوا بحبله معتصمين ، * ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ، يعبدونني