نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 260
السجن كان ذا هيأه ، فرغب فيه أولئك النفر المحبوسون من الشيعة ، فأنزلوه معهم في البيت الذي هم فيه . وكان عيسى بن معقل قبل أن يشخص إلى يوسف بن عمر قد جعل أبا مسلم وكيلا على قرية من قراه ، فلما فرغ أبو مسلم من رفع غلاله حمل أذكاره وما اجتمع [ 124 ب ] عنده من المال ، ولحق بعيسى بن معقل ، فسر بقدومه ، ونزل دار عيسى في بني عجل [1] ، وكان أبو مسلم ومولى لعيسى ، كان وكيله في داره في بني عجل ، يحملان طعام عيسى وشرابه من داره في كل يوم إلى السجن ، ثم يخرج أبو مسلم فيقعد في السراجين عند دار الوليد بن عقبة التي فيها القصارون ، وكان جليسه منهم موسى بن يزيد وعثمان بن عيسى . وكان أبو مسلم يختلف إلى عيسى بن معقل وهو في السجن ، يسمع كلام الشيعة الذين في السجن ، فأحبه وهويه ووقع في خلده ، فكان يخاتل عيسى بن معقل فإذا رآه جالسا في جانب السجن يتحدث عند قوم آخرين دخل أبو مسلم إلى أولئك الشيعة فتحدث معهم ، فلما رأوا حبه لأمرهم وحرصه على كلامهم أطلعوه على رأيهم ودعوه إليه ، فقبله ورسخ فيه بصيرته حتى أفضوا إليه أسرارهم ووثقوا به لما رأوا من عقله وظرفه وأدبه . فكان عيسى بن معقل رجلا سخيا صاحب طعام ، فبلغ يوسف بن عمر حاله وما يتكلف من السخاء ، فبعث إليه فضربه بالسياط حتى قتله . فادعى أبو مسلم أن عيسى كان قد دبره [2] فصار مع رجل من السراجين يكنى أبا إسحاق فنفذ في مدة يسيرة في ( 3 ) عمله فكان يكون بالليل عند الشيعة في السجن وبالنهار عند أبي إسحاق ، ورأى منه أبو إسحاق أمانة وغناء [ 125 أ ] فائتمنه على بيع متاعه ، ووجهه إلى البلدان بتجارته . ثم
[1] في الأصل : " بني العجل " ، انظر الاشتقاق لابن دريد ص 208 . [2] التدبير أن يعتق الرجل عبده بعد موته فيقول له أنت حر بعد موتي ، اللسان مادة ( دبر ) . في الأصل " من " .
260
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 260