نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 89
دون الأطفال والمجانين ، وإذا أطلقتم عليه اسم الاسلام ، فالأصل في الاطلاق الحقيقة ، كيف وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أنت أول من آمن بي ، وأنت أول من صدقني " ، وقال لفاطمة : " زوجتك أقدمهم سلما - أو قال : اسلاما - " فإن قالوا إنما دعاه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى الاسلام على جهة العرض لا التكليف . قلنا : قد وافقتمونا على الدعاء ، وحكم الدعاء حكم الامر والتكليف ثم ادعيتم ان ذلك كان على وجه العرض ، وليس لكم ان تقبلوا معنى الدعاء ( عن وجهه - = 1 = - ) إلا لحجة . فان قالوا : لعله كان على وجه التأديب والتعليم كما يعتمد مثل ذلك مع الأطفال . قلنا : إن ذلك انما يكون إذا تمكن الاسلام باهله ، أو عند النشوء عليه والولادة فيه ، فأما في دار الشرك فلا يقع مثل ذلك لا سيما إذا كان الاسلام غير معروف ولا معتاد بينهم ، على أنه ليس من سنة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعاء أطفال المشركين إلى الاسلام والتفريق بينهم وبين آبائهم ، قبل أن يبلغوا الحلم . وأيضا فمن شأن الطفل اتباع اهله ، وتقليد أبيه ، والمضي على منشئه ومولده ، وقد كانت منزلة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حينئذ منزلة ضيق وشدة ووحدة ، وهذه منازل لا ينتقل إليها الا من ثبت الاسلام عنده بحجة ، ودخل اليقين قلبه بعلم ومعرفة . فان قالوا : ان عليا ( عليه السلام ) كان يألف النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فوافقه على طريق المساعدة له . قلنا : انه وان كان يألفه أكثر من أبويه وإخوته وعمومته وأهل بيته ، ولم يكن الألف ليخرجه عما نشأ عليه ، ولم يكن الاسلام مما غذي [1] به وكرر على سمعه لان الاسلام هو خلع الأنداد والبراءة ممن أشرك بالله ، وهذا لا يجتمع في اعتقاد طفل .