نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 80
اتفقوا على التخاذل والتساكت فلا تزال الأيام تأخذ من بصائرهم ، وتنقص من ضمائرهم وتنقض من مرائرهم ، حتى تصير البدعة التي أحدثوها غامرة للسنة التي كانوا يعرفونها ، ولقد كان الحجاج ومن ولاه ، كعبد الملك والوليد ومن كان قبلهما وبعدهما من فراعنة بني أمية على إخفاء محاسن علي ( عليه السلام ) وفضائل ولده وشيعته ، وإسقاط أقدارهم أحرص منهم على اسقاط قراءة عبد الله وأبي ، لأن تلك القراءات لا تكون سببا لزوال ملكهم ، وفساد امرهم ، وانكشاف حالهم ، وفي اشتهار فضل علي ( عليه السلام ) وولده واظهار محاسنهم بوارهم ، وتسليط حكم الكتاب المنبوذ عليهم ، فحرصوا واجتهدوا في اخفاء فضائله ، وحملوا الناس على كتمانها وسترها ، وأبى الله ان يزيد امره وأمر ولده الا استنارة واشراقا ، وحبهم الا شغفا وشدة ، وذكرهم الا انتشارا وكثرة ، وحجتهم إلا وضوحا وقوة ، وفضلهم إلا ظهورا ، وشأنهم إلا علوا وأقدارهم إلا اعظاما ، حتى أصبحوا بإهانتهم إياهم أعزاء ، وبإماتتهم ذكرهم احياء ، وما أرادوا به وبهم من الشر تحول خيرا ، فانتهى الينا من ذكر فضائله وخصائصه ومزاياه وسوابقه ما لم يتقدمه السابقون ولا ساواه فيه القاصدون ، ولا يلحقه الطالبون ، ولولا انها كانت كالقبلة المنصوبة في الشهرة ، وكالسنن المحفوظة في الكثرة ، لم يصل الينا منها في دهرنا حرف واحد ، ان كان الامر كما وصفناه . قال : فاما ما احتج به الجاحظ بإمامة أبي بكر ، بكونه أول الناس اسلاما ، فلو كان هذا احتجاجا صحيحا ، لاحتج به أبو بكر يوم السقيفة ، وما رأيناه صنع ذلك لأنه اخذ بيد عمر ويد أبي عبيدة بن الجراح ، وقال للناس : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا منهما من شئم ، ولو كان هذا احتجاجا صحيحا لما قال عمر : كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها ، ولو كان احتجاجا صحيحا لادعى واحد من الناس لأبي بكر الإمامة في عصره أو بعد عصره بكونه سبق إلى الاسلام ، وما عرفنا أحدا ادعى له ذلك ، على أن جمهور المحدثين لم يذكروا أن أبا بكر
80
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 80