نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 76
وأمرائهم ، وظهور كلمتهم ، وقهر سلطانهم وارتفاع التقية عنهم والكرامة ، والجائزة لمن روى الاخبار والأحاديث في فضل أبي بكر ، وما كان من تأكيد بني أمية لذلك ، وما ولده المحدثون من الأحاديث طلبا لما في أيديهم ، فكانوا لا يألون جهدا في طول ما ملكوا ان يحطوا ذكر علي ( عليه السلام ) وولده ، ويطفئوا نورهم ، ويكتموا فضائلهم ومناقبهم وسوابقهم ، ويحملوا على شتمهم وسبهم ولعنهم على المنابر ، فلم يزل السيف يقطر من دمائهم ، مع قلة عددهم وكثرة عدوهم ، فكانوا بين قتيل وأسير ، وشريد وهارب ، ومستخف ذليل ، وخائف مترقب ، حتى أن الفقيه والمحدث والقاضي والمتكلم ليتقدم إليه ويتوعد بغاية الايعاد وأشد العقوبة ، أن لا يذكروا شيئا من فضائلهم ، ولا يرخصوا لأحد أن يطيف بهم ، وحتى بلغ من تقية المحدث انه إذا ذكر حديثا عن علي ( عليه السلام ) كنى عن ذكره فقال : قال رجل من قريش وفعل رجل من قريش ، ولا يذكر عليا ( عليه السلام ) ولا يتفوه باسمه . ثم رأينا جميع المختلفين قد حاولوا نقض فضائله ، ووجهوا الحيل والتأويلات نحوها ، من خارجي مارق ، وناصبي حنق ، وثابت مستبهم ، وناشئ معاند ومنافق مكذب ، وعثماني حسود ، يعترض فيها ويطعن ، ومعتزلي قد نقض في الكلام ، وأبصر علم الاختلاف ، وعرف الشبه ومواضع الطعن وضروب التأويل قد التمس الحيل في ابطال مناقبه ، وتأول مشهور فضائله ، فمرة يتأولها بما لا يحتمل ، ومرة يقصد ان يضع من قدرها بقياس منتقض ، ولا يزداد مع ذلك إلا قوة ورفعة ، ووضوحا واستنارة ، وقد علمت ان معاوية ويزيد ومن كان بعدهما من بني مروان أيام ملكهم - وذلك نحو ثمانين سنة - لم يدعوا جهدا في حمل الناس على شتمه ولعنه وإخفاء فضائله وستر مناقبه وسوابقه . روى خالد بن عبد الله الواسطي ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن هلال بن يساف ، عن عبد الله بن ظالم قال : لما بويع لمعاوية أقام المغيرة بن شعبة خطباء
76
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 76