نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 73
اختلفوا في أول الناس اسلاما ، فقال قوم : أبو بكر ، وقال قوم : زيد بن حارثة ، وقال قوم : خباب بن الأرت . وإذا تفقدنا اخبارهم ، وأحصينا أحاديثهم ، وعددنا رجالهم ونظرنا في صحة أسانيدهم ، كان الخبر في تقدم اسلام أبي بكر أعم ورجاله أكثر ، وأسانيده أصح ، وهو بذاك أشهر ، واللفظ فيه أظهر ، مع الاشعار الصحيحة ، والاخبار المستفيضة في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعد وفاته ، وليس بين الاشعار والاخبار فرق إذا امتنع في مجيئها ، وأصل مخرجها التباعد والاتفاق والتواطؤ ، ولكن ندع هذا المذهب جانبا ، ونضرب عنه صفحا ، اقتدارا على الحجة ، ووثوقا بالفلج والقوة ، ونقتصر على أدنى نازل في أبي بكر ، وننزل على حكم الخصم . فنقول : انا وجدنا من يزعم أنه أسلم قبل زيد وخباب ووجدنا من يزعم أنهما أسلما قبله ، وأوسط الأمور أعدلها ، وأقربها من محبة الجميع ، ورضا المخالف ، أن نجعل اسلامهم كان معا ، إذ الاخبار متكافئة والآثار متساوية على ما تزعمون ، وليست احدى القضيتين أولى في صحة العقل من الأخرى ، ثم نستدل على امامة أبي بكر بما ورد فيه من الحديث وبما أبانه به الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من غيره . قالوا : فمما روي من تقدم اسلامه ما حدث به أبو داود وابن مهدي عن شعبة ، وابن عيينة ، عن الجريري ، عن أبي هريرة ، قال أبو بكر : أنا أحقكم بهذا الامر - يعني الخلافة - ألست أول من صلى . روى عباد بن صهيب ، عن يحيى بن عمير ، عن محمد بن المنكدر أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " ان الله بعثني بالهدى ودين الحق إلى الناس كافة ، فقالوا : كذبت ، وقال أبو بكر : صدقت " . وروى يعلى بن عبيد ، قال : جاء رجل إلى ابن عباس ، فسأله : من كان أول الناس اسلاما ؟ فقال : أما سمعت قول حسان بن ثابت :
73
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 73