نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 464
وكم كان لذلك الصرف وتلك السهام من الآثار العظيمة لو بقيت تصرف في سبيل ذلك ، وربما أشاد من أراد الاطناب بحكمة الخليفتين ونسب لهما بذلك العظمة بأن الاسلام أصبح عزيزا وانها كلمة تقال بيد أنها أضرت بالاسلام ، وكم وقع مثل ذلك التباني بين الخليفتين ، وكم أول ويؤول من الكتاب والشعراء مساوئهم حسنات دون المقارنة وتمحيص الحقائق ، وقد نقل ابن أبي الحديد في الجزء الثاني عشر لشرح النهج ص 10 من المجلد الثالث ، كما نقل العسقلاني في اصابته ما يلي : " جاء عتيبة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكر فقالا له : ان عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة وإن رأيت أن تقطعناها لعل الله ينفع بها بعد اليوم ، فقال أبو بكر لمن حوله : ما تقولون ؟ فقالوا لا بأس فكتب لهما كتابا فانطلقا إلى عمر ليشهد لهما فيه فأخذه منهما ثم تفل فيه فمحاه ، وتذمرا وقالا له مقالة سيئة ثم ذهبا إلى أبي بكر متذمرين ، وقالا : والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر ؟ ! فقال : بل هو . وجاء عمر حتى وقف على أبي بكر وهو مغضب ، فقال أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين أهي لك خاصة أم بين المسلمين ؟ ! فقال : بل بين المسلمين . فقال : ما حملك على أن تخص بها هذين ؟ قال : استشرت الذين حولي فقال : أوكل المسلمين وسعتهم مشورة ورضى ؟ فقال أبو بكر : فقد كنت قلت لك انك أقوى على هذا الامر مني لكنك غلبتني " . فانظر إلى هذا الحوار وتعال معي إلى حوار قبله حول ما عمله خالد مع مالك بن نويرة وقد ثبت أنه قتل مسلما وأنه نزا على زوجته ، كيف قابلها بها أبو بكر عمر ورده رغم ثبوته ، ثم نتسائل عن مشورة المسلمين وهل صح أن يستشير أبو بكر المسلمين جميعا في مسائله الكبيرة والصغيرة وأخص منها هذه التافهة التي ثبت نفعها للمسلمين فهي سبخة لا تنتج ، وباقطاعه إياهما فقد أنتج شيئا ، وقبله
464
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 464