نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 219
صباح اليوم التاسع والعشرين حين وجدهم متثاقلين خرج إليهم وحضهم على السير ، وعقد اللواء لأسامة بيده الشريفة . وقال : أغز بسم الله وفي سبيل الله ، وقاتل من كفر بالله ، فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف ( كان عمر زمان خلافته يقول لأسامة : مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنت علي أمير - نقل ذلك المؤرخون منهم الحلي ) ثم تثاقلا هناك فلم يبرحا بالرغم من نص النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على إسراعهم قبل وصول الاخبار ، وطعنهم بتأمير أسامة حتى غضب ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غضبا شديدا ، فخرج ( صلى الله عليه وآله وسلم ) معصب الرأس محموما مدثرا بقطيفة وكان يوم السبت يوم العاشر من ربيع ويومين قبل وفاته وصعد المنبر وقال : أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبل وأيم الله انه كان لخليقا بالامارة ، وان ابنه من بعده لخليق بها ، وحضهم على المبادرة إلى السير فجعلوا يودعونه ويخرجون إلى العسكر بالجرف وهو يحضهم على التعجيل ثم ثقل مرضه فجعل يقول " جهزوا جيش أسامة جهزوا جيش أسامة ، أرسلوا بعث أسامة لعن الله من تخلف عن جيش أسامة " يكرر ذلك وهم متثاقلون حتى اليوم الثاني عشر من ربيع الأول ( يوم الاثنين ) دخل أسامة من معسكره على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأمره بالسير قائلا : اغد على بركة الله تعالى ، فوعده وخرج إلى المعسكر ، ثم رجع ومعه عمر وأبو عبيدة فانتهوا إليه وهو يجود بنفسه ، فتوفي في نفس اليوم . فرجع الجيش إلى المدينة وكادوا يعزلون أسامة لولا اصرار أبي بكر ، فذهب أسامة وانتصر وعاد منصورا ، فكان نص رسول الله صائبا ، ومن خالفوه ومنهم عمر الذي جاء أبا بكر على عزل أسامة فلم يرض ، وكانوا يطلبون من أبي بكر إلغاء البعث ، فوثب أبو بكر واخذ بلحية عمر فقال : ثكلتك أمك وعدمتك يا ابن الخطاب ! استعمله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتأمرني أن انزعه . ذلك ما نقله الحلبي والدحلاني في سيرتيهما ، وابن جرير في تاريخه وغيرهم .
219
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 219