نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 200
أبو بكر صبرا فقال : أنا يا رسول الله ؟ ونسي أنه الرجل الذي اندحر في أولها ، فقال له : لا ، وقال عمر : أنا يا رسول الله ؟ ونسي هو الثاني اندحاره اليوم ، فأجابه : لا . فمن هو ؟ وفي الصباح الباكر والكل ينتظر رجل الحملة الذي يفتح الله على يده خيبر ، ويقتل شجعانها المعروفين مثل مرحب وغيره ، ويقهر حصونها ويفتح أبوابها ويقلعها ، فمن هو يا ترى ؟ وإذا برسول الله يقول : ائتوني بأخي علي ( عليه السلام ) ، وهنا تنفس المناوئون له ، إذ يعلمون أنه أرمد ولا يطيق ذلك ، حسدا ونكاية ، وسرعان ما أجابوه : إنه أرمد ، فقال : ائتوني به وإذا به يمسح عينيه بريقه فيشفيان ويقلده الراية ويأمره بالحملة فيحمل البطل الكرار فيقتل أكبر شجعانها ويهزمهم شر هزيمة فيتحصنون وراء الحصون والقلاع ، ودونها باب خيبر العظيمة التي لا يزحزحها الرجال ، وإذا بعلي يقتلع تلك الباب العظيمة ويدخلون الحصن فاتحين . أيها القارئ الكريم ! ألم تكن هذه أعظم تجربة في قيادة وزعامة الرجال وقدرتهم الروحية والبدنية ؟ وتلك شهادة رسول الله له وتلك تجربته التي أجراها على كل منهم حتى فتحت برجلها المغوار المحنك ، الذاب عن رسول الله وناصر الاسلام بنفسه وسيفه واخلاصه . ويوم حنين ويا له من يوم عظيم ، ويا لها من تجربة عظيمة يوم انهزم القوم جميعا فارين تاركين نبيهم وحده ، ولم يبق معه سوى سبعة من بني هاشم : العباس آخذ بزمام بغلة النبي ، وخمسة يحيطون به للدفاع عنه ، وعلي وحده يذب ويدافع ويهاجم دونه ، ويقتل كل عدو يريد الاقتراب من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والعباس يصرخ بأعلى صوته : يا أهل بيعة الشجرة ، ينادي المسلمين للعودة وعدم الفرار ، حتى عاد القوم وكتب الله النصر للمسلمين . وقد كان من الفارين أبو بكر وعمر . ومن شاء فليطالع التاريخ والسير ، وما نقله ابن عبد ربه في محاجة المأمون مع الأربعين فقيها في المحاجة والمناظرة واثبت لهم ذلك ، فاعترفوا بالواقع فكأنه
200
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 200