نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 199
وبالامكان بأي لحظة من هذه الليلة المظلمة وهم يعلمون ويوقنون أن محمدا نائم ان يهووا بسيوفهم عليه دون شك ولا ريب ، ومن يضحي بنفسه يبيت في محله مثل علي يدري كيف يظهر لهم الطمأنينة ، ويغفلهم حتى آخر لحظة ممكنة كي يسلم رسول الله في هجرته من أذاهم وقتلهم وهكذا نام في فراشه محتسبا صابرا ، شجاعا لا يبدوا عليه أي حزن أو خوف لسلامة رسول الله وحفظه من المشركين . اما أبو كبر فرغم كونه في الغار وعلى الغار قد عششت الحمام وخيوط العنكبوت قد أحاطت فم الغار نجد ان الخوف والحزن يستولي على أبي بكر حتى تنزل الآية : ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ) فهذا النهي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأبي بكر أن لا يحزن وتذكيره بالله انه معهم على ماذا يدل سوى ان ابا بكر ظهر عليه الحزن لدرجة ظهر على محياه وحديثه ، والحزن في المواقع ألا يدل على الشك وقلة الإيمان بالله وبالرسالة والرسول حتى ينهاه عن الحزن ؟ وقد مر ذلك في مجادلة المأمون مع إسحاق . فهذه كانت من التجارب الأولى والتمحيص لأبي بكر في سلوكه وايمانه . أما في حملة خيبر وقد أعطى رسول الله في اليوم الأول لأبي بكر الراية والامارة للحملة بيد أنه رجع مندحرا مخذولا ولم ينجح في مهمته ، وفي اليوم الثاني فالراية قد أعطاها لعمر وأمره بالحملة على اليهود وفتح خيبر ، فلم يكن حظه أسعد من أخيه وصاحبه أبي بكر وعاد في آخرها مندحرا مغلوبا . فقال بعد ذلك كلمته المأثورة العظيمة : " لأعطين الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار " فاشرأبت الأنظار إلى هذا الذي سيحمل هذا الوسام العظيم من رسول الله ، وهذا الرجل الذي نعته رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وخاتم النبيين بهذه الصفات الممتازة ، وتطاولت الأعناق وتساءل القوم : من هو هذا البطل المرموق والمؤمن المخلص والمجاهد العظيم والشجاع والقائد المحنك ؟ ولم يطق
199
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 199