responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 15


وكم ذم الدنيا وحكامها وقصر مدتها ، وأشاد بالآخرة وبين منزلتها ورتبها وفضيلة العاملين لها ، بقوله تعالى :
( وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ) [1] بالمقايسة لدرجات وتفضيل البشر في هذه الدنيا المؤقتة ، كل ذلك يريد الله ان يذكر به عباده المخلصين المؤمنين كي لا يتغلب عليهم الهوى وتتحكم فيهم غرائز النفس الامارة بالسوء ، من غريزة حب النفس وحب الطموح ، وما فيها من الأنانية والكبرياء ، وما تستلزمه لبلوغها من الظلم للفرد والجماعة ، والتعدي على نفوس الآخرين وحقوقهم ، وأعراضهم ، وسحق الحق ، وما يستلزمه من كل الاعمال الدنيئة ، من كذب ، ونفاق ، وخداع وشره وخسة ومكر ، تحت لواء السياسة ، والظهور بمظهر القدرة ، والسطوة ، يلقبهم بها من اتبعهم لبلوغ المأرب والغايات المؤقتة الفاسدة ويا ويل من اعترضهم وانتقدهم أو رد عليهم ، ولم يعتبروا بالماضي ، ولا يمنعهم ضمير حي ووجدان صادق ، ودين مستحكم .
كل ذلك وهم يلبسون أعمالهم بعد ذلك برقعا مزركشا ، وهل تخفى الحقائق ؟
لا ، أبدا وسيدركون يوم الحساب من شهادة أعضائهم وجوارحهم عليهم قوله تعالى : ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم ) [2] بل هم في الدنيا لا يفارقهم الخزي والعار وان هي إلا أيام معدودات ثم مأواهم التراب وبعدها اللعن والقذف .



[1] الاسراء : 21 .
[2] سورة النور الآية : 24 .

15

نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست