نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 135
فأين مقام الرئاسة العظمى لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأين منزلة أبي بكر ليسوي بين المنزلتين ، ويناسب بين الحالتين ! ولو كان أبو بكر شريكا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الرسالة ، وممنوحا من الله بفضيلة النبوة ، وكانت قريش والعرب تطلبه كما تطلب محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان يدبر من أمر الاسلام وتسريب العساكر وتجهيز السرايا وقتل الأعداء ، ما يدبره محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لكان للجاحظ أن يقول ذلك ، فأما وحاله حاله ، وهو أضعف المسلمين جنانا ، وأقلهم عند العرب ترة ، لم يرم قط بسهم ، ولا سل سيفا ، ولا أراق دما ، وهو أحد الاتباع ، غير مشهور ولا معروف ولا طالب ولا مطلوب ، فكيف يجوز ان يجعل مقامه ومنزلته مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومنزلته ! ولقد خرج ابنه عبد الرحمن مع المشركين يوم أحد فرآه أبو بكر ، فقام مغيظا عليه ، فسل من السيف مقدار إصبع يريد البروز إليه فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " يا أبا بكر شم سيفك [1] وأمتعنا بنفسك " ، ولم يقل له " وأمتعنا بنفسك " إلا لعلمه بأنه ليس اهلا للحرب وملاقاة الرجال ، وانه لو بارز لقتل . وكيف يقول الجاحظ : لا فضيلة لمباشرة الحرب ، ولقاء الاقران ، وقتل ابطال الشرك ! هل قامت عمد الاسلام إلا على ذلك ! وهل ثبت الدين واستقر إلا بذلك ! أتراه لم يسمع قول الله تعالى ( ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) [2] ، والمحبة من الله تعالى هي إرادة الثواب ، فكل من كان أشد ثبوتا في هذا الصف وأعظم قتالا ، كان أحب إلى الله ، ومعنى الأفضل هو الأكثر ثوابا فعلي ( عليه السلام ) إذا هو أحب المسلمين إلى الله ، لأنه أثبتهم قدما في الصف المرصوص ، لم يفر قط بإجماع الأمة ، ولا بارزه قرن إلا قتله .
[1] شم سيفك ، أي أغمده ، وهو من الأضداد . [2] سورة الصف ، الآية 4 .
135
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 135