نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 13
النعرات الطائفية والنزعات القومية مفخرة ، ونأكر المنكر والخسة متعديا ، ومعتديا ، والمنادي بحقه والمطالب بالعدل والمساواة مستهترا ، والداعي إلى ولاة الحق وأهل الحجى والتقوى طائفيا وبليدا ، ورذلا ، والكذاب والمخادع والمكار داهية ، ومصيبا ومرموقا . فانظر أنت أيها القارئ وما أدري من أنت ، امن أسودها أو أبيضها ، عربها أو عجمها ، جديدها أم قديمها ؟ أي نزعة وفكرة تحمل ، مهما كنت . انظر كيف انك تعتز بعقيدتك ، وتدافع عنها ، ولطالما جلست تحاسب نفسك وتنتقد ما فيها من نواقص ، ولكن لشد ما تثيرك الانتقادات الموجهة لك مهما كانت منطقية . نعم ، تلك غريزة بشرية كسائر الغرائز ، وهي غريزة حب الذات والقبيلة وحب الوطن ، والاعتزاز بالعقيدة وحب الأولاد والآباء مهما بلغوا من الخسة ، والرذيلة ، والقبح والشراسة . فاللص يأبى في قرارة نفسه ان تخاطبه لصا ، أو تنكر عليه عمله ، وافراد القبيلة يأبون الطعن في سلوك قبيلتهم ، افرادا وجماعات ، مهما بلغوا فيها من الانحطاط ، وافراد الوطن الواحد مهما بلغوا من التأخر الاجتماعي ، يأبون توجيه النقد ، وبيان الحقيقة . اما حاملو العقائد فيتقاتلون تجاه عقائدهم مهما بلغت الوخامة والانهيار الخلقي ، والمنطقي ، كما ليس بامكانك توجيه النقد المحض مهما كان حقيقة وواقعا في أولاد أو آباء أو ذوي الافراد ، الا وشعر في ذلك بالتأثر في قرارة نفسه ، وجهز نفسه للدفاع مهما بلغ ، والانتقام عند سنوح أية فرصة ! ! ! حتى إذا كان نفسه قالها ، وانتقد نفسه أو ذويه ، أو وطنه ، أو عقيدته ، فإنه يأبى ان تحط أنت من كرامتها . فلماذا ؟ نعم تلك احدى الغرائز البشرية المستحكمة المستهجنة لا تتغلب عليها الا بالتسلط العقلي الشديد ، والمقرون بالإرادة القوية أو بالايمان المنبعث عن عقيدة دينية اسلامية أصيلة خالية من شوائب وعقائد الجاهلية ، كما في قوله تعالى :
13
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 13