بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ، الآن إذ رجع الحق إلى أهله ، ونقل إلى منتقله " . - " إنّي لأسمع منطقه وكأني أصغي إلى آيات القرآن . . بيد أنّي " . وكأنه خاف أن يعرب عن إعجابه بعلي ، فتزل قدمه ويميل إلى حب شيعته ، فعدل عن متابعة جملته واكتفى بالاستماع إليّ ، مشيراً علي بمواصلة الحديث ، فقلت : - " وقوله ( رضي الله عنه ) من خطبة أُخرى يعجب فيها من مخالفيه : فيا عجبي ! ما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها ، لا يقتصون أثر نبي ، ولا يقتدون بعمل وصي " . - " وحسبك الحوار الذي دار بين عمر وابن عباس إذ قال عمر ( في حديث طويل دار بينهما ) : يا بن عباس أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ( قال ابن عباس ) : فكرهت أن أُجيبه ، فقلت له : إن لم أكن أدري فان أمير المؤمنين يدري ، فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتجحفوا على قومكم بجحا بجحا ( أي تبجحا ، والبجح بالشيء : هو القرح به ) " . - " الفاروق يقول هذا ؟ " . - " نعم ! " . - " لا أُصدق ! " . - " فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت " . - " ؟ ! " .