- " فقعد في بيته حتّى أخرجوه كُرها بدون قتال ، ولو أسرع إليهم ما تمت له حجة ، ولا سطع لشيعته برهان ، لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين والاحتفاظ بحقه من خلافة المسلمين " . - " ؟ ! " . - " وحين رأى أنّ حفظ الإسلام ، ورد عادية أعدائه موقوفان في تلك الأيام على الموادعة والمسالمة ، شق بنفسه طريق الموادعة " . - " وآثر مسالمة القائمين في الأمر احتفاظا بالأمة " . - " . . دقيقاً ! احتفاظاً بالأُمة ، واحتياطا على الملة ، وضنّاً بالدين وايثارا للآجلة على العاجلة ، وقياماً بالواجب شرعاً وعقلاً من تقديم الأهم - في مقام التعارض - على المهم ، فالظروف يومئذ لا تسع مقامة بسيف ، ولا مقارعة بحجة " . - " وما كان له أن يعرب عن حقه ، ولا بأي شكل من الأشكال ؟ " . - " فمع كُلّ ذلك ، فإنه وبنيه ، والعلماء من مواليه ، كانوا يستعملون الحكمة في ذكر الوصية ، ونشر النصوص الجلية " . - " متى كان ذلك من الإمام ؟ ومتى كان ذلك من ذوية ومواليه ؟ أوقفني على شيء منه " . - " كان الإمام يتحرى السكينة في بث النصوص عليه ، ولا يقارع بها خصومه احتياطا على الإسلام ، واحتفاظا بريح المسلمين التي هي تكمن حقيقة في قوة المسلمين ، وغلبتهم على أعدائهم ، والنصر وبقاء الدولة الإسلامية " . - " وهل كان له أن يعتذر عن سكوته ؟ " .