شهر رمضان دون غيره ، واستقبال القبلة في الصلاة دون غيرها ، نصّه على عدد الفرائض في اليوم والليلة وعدد ركعات كُلّ منها وكيفياتها ، نصه على أن الطواف حول البيت أسبوع ، ونحو ذلك من النصوص المتمحضة للنفع الأُخروي " . - " وما كان منها متعلقاً بغير ذلك ، فما كانوا يفعلون إزاءه ؟ " . - " أما ما كان متعلقاً منها بالسياسة كالولايات والإمارات ، وتدبير قواعد الدولة ، وتقرير شؤون المملكة ، وتسريب الجيش ، فإنّهم لم يكونوا يرون التعبد به والالتزام في جميع الأحوال ، بالعمل على مقتضاه ، بل جعلوا لأفكارهم مسرحا للبحث ، ومجالاً للنظر والاجتهاد ، فكانوا إذ رأوا في خلافه ، رفعا لكيانهم ، أو نفعا في سلطانهم ، ولعلهم كانوا يحرزون رضا النّبي بذلك " . - " وكيف يمكن أن يحصل مثل ذلك ؟ " . - " لقد كان قد غلب على ظنهم أن العرب لا تخضع لعلي ، ولا تتعبد بالنصّ عليه ، إذ وترها في سبيل اللّه ، وسفك دماءها بسيفه في أعلاء كلمة اللّه ، كشف القناع منابذاً لها في نصرة الحق ، حتّى ظهر أمر اللّه على رغم عادة كُلّ كفور ، فهم لا يطيعونه إلاّ عنوة ، ولا يخضعون للنصّ عليه إلاّ بالقوة ، وقد عصبوا به كُلّ دم أراقه الإسلام أيام النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، جرياً على عادتهم في أمثال ذلك ، إذ لم يكن بعد النّبي في عشيرته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . أحد يستحق أن تعصب به تلك الدماء عند العرب غيره ، لأنّهم انما كانوا يعصبونها في أمثل العشيرة ، وأفضل القبيلة وغير ذلك . ولذا تربص العرب به الدوائر ، وقلبَّوا له الأمور ، وأضمروا له ولذريته كُلّ حسيكة ، ووثبوا عليهم كُلّ وثبة ، وكان ما كان مما طار في