- " لماذا ؟ إلى هذه الدرجة قد تغيرت ، وبلغ بك وجه الاختلاف " . - " لا . . ولكني أعرف جوابهم مسبقاً ، فإنهم سيعارضون . . و . . وسيمنعوننا من التفكير أصلاً بمثل هذا الموضوع ، وسيعملون على إرشادنا إلى التنائي عن النقاش ، وأن ما لدينا هو الصحيح ، وما علينا إلاّ الرجوع إلى ما لدينا من كتب ، وما يكون بين يدي الشيعة فهو ليس إلاّ الضلال المبين . وما كان الأساس الشرعي في حكومة الأول إلاّ إجماع المسلمين " . وعندها هتف مازن قائلاً : - " صحيح . . الإجماع هو الأساس ! " . وقال نبيل : - " إذا تم كُلّ ما قلتم من العهد والوصية ، والنصوص الجلية ، فماذا تصنع باجماع الأُمّة على بيعة الصديق ؟ وإجماعها حجة قطعية لقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا تجتمع أُمتي على الخطأ " ، وقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا تجتمع على ضلال " فماذا تقول ؟ " . فقلت : - " إن المراد من قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا تجتمع أمتي على الخطأ " ، و " لا تجتمع على الضلال " ، إنّما هو نفي الخطأ والضلال عن الأمر الذي أشتورت فيه الأُمّة فقررته باختيارها ، واتفاق آرائها " . - " وإذن ، فهذا الذي هو وبنظرك يمكن أن يتبادر من السنن ! ؟ فكيف ؟ " . - " أجل ، فهذا هو المتبادر من السنن لا غير ! أما الأمر الذي يراه نفر من الأُمّة فينهضون به ، ثُمّ يتسنى لهم إكراه أهل الحل والعقد عليه ، فلا دليل على صوابه " . - " ليس هناك من إكراه في أيّما أمر كان قد حصل " .