المصابيح الكهربائية والغازية ، وبركوب الخيل عوضاً عن امتطاء متون العجلات والطيارات والقطارات المتطورة ؟ ! ذلك كُلّه ، لأنّك ما رضيت بأن تكون كهذه الأرض التي بوسعها أن تعكس من ضوء الشمس ضعف ما يعكسه سطح القمر من ضوء الشمس " . وعندها صاح ، وكأنّه قد وقع على أصل الحل ، وربح المعركة : - " وها أنت من جديد ، تعينني على نفسك ! " . - " ؟ ! " . نظر إليّ مليّاً ، ثُمّ عاد وهو يستدرك القول : - " ومن أين لي أن أتطلع إلى الأرض وأنا أقف على سطحها ، بل إنّي ما أرى سوى القمر ! أرأيت ؟ فإنك صرت تطالبني بعلم الغيب الذي لم يطلع عليه أحد . . " . فعاجلته أنا الآخر : - " أرأيت . . فإنك أنت الذي تعينني على نفسك ، بل إنك ومن جديد تصير إلى فعل مثل ذلك ، وبكُلّ ما توقعته ، نتيجة عما ظننته ظن اليقين أنه حاصل عن مقدمات كنت قد أعنتك بها على نفسي . . فإنّك حين لم يكن بوسعك أن ترى الأرض ، فإنّه ما كان بميسورك أن تبصر سوى القرم ، وكنت لتجد أنه يتعين عليك أن لا تأخذ الأحكام إلاّ من القمر ، وتجتزئ بما تراه منه وتعقله . . " . فسألني : - " وأنت ! أكنت قد رأيت الأرض ؟ " . - " لقد صوّروها من على سطح القمر ! " .