responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 308


قاع الذاكرة بين أيام كان لها أن تسجلها ساعاتها المكتنزة بضروب التنازعات الفكرية وصنوف الوئام البشري الذي ما كنت أرى أنبل منه نبلاً . . وهو أن تقعد إلى منضدة بحث مع من يخالفك العقيدة . . ولا ينفض كُلّ منّا عن مجلس صاحبه ، إلاّ وهو حافل بالجذل والحبور ، تكلله الغبطة مما رأى من خلق رفيقه وطيبة صاحبه . . حتّى ولو كان لهما أن ينفضا ويفترقا على خلاف عقائدي ، وكُلّ منهم قد التزم الالتصاق أكثر باعتقاده أو الاندكاك أكثر بما كان قد انتمى إليه من فكر ومبدأ ! إنّه لشيء يدعو إلى السرور حقاً . . ذلك الذي نسميه نبذ الأحقاد ولفظ الضغائن والتوجه بقلب سليم إلى ربِّ واحد . . وكيف لا يكون الحال كذلك ، من بعد وحدة الإيمان برسول واحد والنزول عند كلمته الحقة ، كما نزلنا عند كلمة اللّه الحقة ، إلاّ وهو خاتم أنبيائه : محمّد بن عبد اللّه ! .
- " وخلاصة الأمر " .
قالها سلمان فائق ، وتابع حديثه مستدركاً ، وهو يقول :
- " لقد ظهر لنا أن العامل الأساسي لتكوين الالتزام بمذهب معين ، والترخص في استنباط الأحكام الشرعية إنّما هو السلطة ، وأن بقاء هذه المذاهب إنّما يكون بتلك الوسائل المشجعة ، حتّى كثر أنصارها " .
- " وإذن ، فأنت تقول إنّه لو قدرت عوامل الانتشار لغيرها من المذاهب مثل مذهب سفيان الثوري وغيره ، لكانت مقبولة عند من ينكرها " .
- " بالتأكيد ، ولكنها عدمت رعاية السلطة ، فمحيت من الوجود إذ لا قابلية لها في ذاتها على البقاء بقوتها الذاتية " .
- " هل يمكنك أن تضرب على ما تقول بعض الأمثلة ؟ " .

308

نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست