- " وذلك في عام 407 ه فقد أوقع بهم وقيعة عظيمة ، ونسبوا ذلك إلى سب الشيخين وهي المادة التي يطبقها الولاة على من يريدون الفتك به من أي الفرق كان " . - " ولماذا كُلّ هذا الظلم وهذه الغطرسات التي لم يسمع التاريخ عنها إلاّ حينما غزا التتار العالم الإسلامي ومزقوا شمل أهله شرّ تمزيق ؟ " . - " وهو كذلك ! أما السبب فإنّه يرجع إلى أن المعز بن باديس ، كان قد مرّ على جماعة من الشيعة في القيروان وقد سأل عنهم ، فلما أحس الناس من المعز الميل عنهم ، انصرفت العامة من فورها إلى مجتمعات الشيعة ، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً ، وتوجه العسكر للنهب " . - " كُلّ هذا لأنّهم وجدوا من المعز انصرافاً عنهم ؟ " . - " هذه فتنة كان لها أن تشتعل جمرات لهبها تحت أبسط التأثيرات . . ولقد شجعهم على فعل وصنع مثل هذه المجازر والمهالك عامل القيروان نفسه ، فقتل منهم خلق كثير ، وأُحرقوا بالنار ، ونُهبت دورهم ، وتتبعوهم في جميع أفريقيا " . - " ما أبشع الحال . . إن الشيعة حقاً لمظلومون . . إن تاريخنا يحمل بين ثناياه الواناً من البشاعة لا يمكن أن تغسلها أو تطهرها ، ولا حتّى مياه جنّة عدن نفسها ؟ " . - " . . واجتمع جماعة منهم إلى قصر المنصور قرب القيروان فتحصنوا به ، فحصرهم العامة وضيقوا عليهم ، فاشتد عليهم الجوع فاقبلوا يخرجون والناس يقتلونهم حتّى قُتلوا عن آخرهم " . - " اللّه أكبر . . يا للمسلمين ! " .