- " إنه ليستحيل على رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يوكل دين اللّه - وهو مهد نشأته - إلى الأهواء ، أو يتكل في حفظ شرائعه على الآراء ، من غير وصي يعهد بشؤون الدين والدنيا إليه ، ونائب عنه يعتمد - في النيابة العامة - عليه ، وحاشاه أن يترك يتاماه - وهم أهل الأرض في الطول والعرض - كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ليس لها من يرعاها حق رعايتها " . كنت أصدق بكُلّ ما يقول . . ولكن صوتاً عظيماً كان يعمق صراخه في أعماقه ، يهتف بي . . أخرس أيها الأبله . . لا تطعه . . ولا تغرّنّك أحاديثه . . إنك لست بالأحمق حتّى تذهب بتراث الأجداد في لحظة واحدة . . ترى ما الذي ستقوله لمن حولك من الأصحاب . ؟ وما الذي ستخبر به أهلك فيما بعد لو شاهدوك أو أُبصروك تتعبد على مذهب الشيعة . ؟ انتظر ! لا تسرع . . لا تعجل . . فإنّ في العجلة الندامة ! " . - " . . ومعاذ اللّه أن يترك الوصية بعد أن أوحي بها إليه ، فأمر أمته بها وضيّق عليهم فيها . فالعقل لا يصغي إلى إنكار الوصية مهما كان منكرها جليلاً " . - " ؟ ! " . - " وقد أوصى رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إلى علي في مبدأ الدعوة الإسلامية ، قبل ظهورها في مكة حين أنزل اللّه سبحانه * ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) * . . ولم يزل بعد ذلك يكرر وصيته إليه ، ويؤكدها المرة بعد المرة بعهوده التي أشرت إلى بعضها من قبل ، حتّى أراد وهو محتضر ، أن يكتب وصيته إلى علي تأكيدا لعهوده اللفظية إليه ، وتوثيقا لعرى نصوصه القولية عليه " . - " فما الذي نطق به رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حينها ؟ " . - " لقد قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إئتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبداً ، فتنازعوا ولا